طلع علينا هؤلاء المصريون بنوع غير مسبوق من التدين والاتكاء على الدين لتبرير الهزائم ورفع شأن الفوز والانتصارات. المصريون انتصروا على الجزائريين في مباراة كرة قدم وثأروا بطريقة رخيصة لهزيمتهم في أم درمان وإقصائهم من مونديال جنوب إفريقيا، واشتروا الحكم كوفي كوجيا بأبخس الأثمان وبطريقة سهلة لأنهم احترفوا التحايل والكولسة ويقفون وراء تخلف التحكيم الإفريقي بوضع أيديهم على الكاف بفعل التوريث الذي لهم باع فيه منذ عام 1957 عندما كان مراد فهمي هو الأمين العام إلى أن خلفه ابنه الحالي مصطفى..! هم لا يتوانون عن ذلك وعن استخدام كافة الأساليب غير المشروعة لتحقيق مآربهم بما في ذلك التدليس والمغالطة ومحاولة التأثير على الناس بالحرب الإعلامية الكريهة على الجزائر شعبا وحكومة وتاريخا ورموزا. لم يكفهم الكذب والشتم والتطاول على كل ما هو جزائري لنفث سمومهم وأحقادهم الدفينة، بل راحوا يستعملون كل شيء لمحاولة التأثير والتورية على ما حدث بسبب مباراة العار في بانغيلا.. لم يكفهم ذلك بل أذهلونا بسقوطهم في الدرك الأسفل من السفاهة العقلية والوضاعة الإعلامية بقيادة نخبهم ورموز نظامهم وفنانيهم وهلمّجرا.. هكذا طلعوا علينا بدين جديد ليس هو الدين الذي نعرفه ولا الله الذي ندركه ولا النبي الذي نؤمن به ونحبه.. لقد فازوا علينا لأنهم فريق الساجدين.. فازوا علينا لأن الله ثأر لهم وأكرمهم.. فازوا علينا لأن مدربهم وأمام الكاميرا والميكرفون يتوسل فيقول: يا حبيبي يا رسول الله.. فازوا علينا لأن مساعد المدرب رفع المصحف ولوّح به أمام الكاميرا لأنهم انتصروا على الجزائر.. هل أدركتم يا أيها الناس مدى بؤس المسلمين اليوم وفداحة هوانهم وتخلفهم الحضاري وذلهم السياسي؟ المصريون يستخدمون الدين في اللعب ويستعينون بالربّ في لعبة كرة ويحللون حتى القرصنة على الفضائيات لمشاهدة فريقهم وبفتوى جاهزة من أحد علمائهم تماما مثلما أفتى الأزهر بعدم حرمة بناء جدار العار على حدود غزة وأهل غزة المحاصرين..! كل شيء مباح من أجل الفوز والحصول على الكأس ولو تطلب الأمر دفع الرشوة وشراء ذمم الحكام وإخفاء أسرار تناول المنشطات وتزييف القرعة..إلخ ثم في الواجهة يُسوّق بشكل منافق ومنفر لقوم سمتهم التدين الشديد والتعلّق بالسماء. ولا يكفي كل هذا لأن قدر الجزائريين أن يتعرضوا للسبّ والشتم سواء انهزم المصريون أو فازوا..! لقد فتح العالم عيونه على هذا التدين الذي لا يعبأ أهله بمحاصرة إخوانهم تحت الاحتلال عند حدودهم، ويقيمون الدنيا ويُكبّرون ويُلوّحون بالمصحف لأن الله كرمهم في مباراة كرة قدم.. أتعرفون النتيجة الحقيقية للمباراة: الدين 0 الكرة 4 أريحونا من هذا التدين المغشوش!