يبدو أن فوز الفراعنة الذي تم تحقيقه سهرة الخميس الفارط على حساب الفريق الجزائري سيفقد الكثير من قيمته الكروية و الرياضية وأيضا الأخلاقية ، وجاء هذا الحديث بعد التصريحات التي أدلى بها المسؤول الأول عن الكرة المستديرة في القارة السمراء عيسى حياتو في المؤتمر الصحفي الذي جرى أول أمس بحضور رئيس الفيفا بلاتير ، حيث أكد حياتو استيائه البالغ من الأخطاء التحكيمية التي جرت في بعض مقابلات الكان و الغريب أن هذه الأخطاء اقترنت دائما بوجود المنتخب المصري ، وذكر عسيى حياتو اسمي الحكمين جيروم دامون الجنوب إفريقي و الحكم البينيني كوفي كودجيا ، فالأول أدار مباراة مصر و الكامرون في الدور الربع نهائي و احتسب هدفا لم يدخل الشباك في تلك المباراة وهو الأمر الذي احتج عليه رفقاء ايتو كثيرا و الثاني أدار مباراة النصف نهائي بين الجزائر و مصر ، حيث أكد حياتو بان هذه المباراة الأخيرة شهدت أخطاء كارثية و فضيحة تحكيمية لن تمر مرور الكرام ، وكان كوفي كوجيا قد قام خلال المباراة النصف نهائية بمنح ثلاث بطاقات حمراء للمنتخب الجزائري و تسبب في عدة مرات في تكسير اللعب لصالح المصريين الأمر الذي سهل مهمة أشبال شحاتة في المرور إلى المباراة النهائية بطريقة سهلة جدا، و نوه حياتو إلى انه سيتم تسليط أقصى العقوبات على هذين الحكمين اللذين شوها سمعة التحكيم في القارة السمراء . تصريحات حياتو تفقد فوز المصريين قيمته و تطرح العديد من التساؤلات و مما لا شك فيه أن تصريحات مثل هذه تخرج من فم أعلى مسؤول في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم من شانها أن تطعن في قيمة الفوز الذي يتغنى به الفراعنة حيث يعتقد المصريون بأنهم انتقموا من الفريق الجزائري الذي أزاحهم من المونديال في مباراة الفاصلة التي جرت بأم درمان ، و أكد حياتو بان كوفي كوجيا ارتكب أخطاء فادحة في تلك المباراة وهو الأمر الذي سهل مهمة المصريين في المرور إلى المباراة النهائية كما تسمح تصريحات حياتو أيضا للمختصين و للملاحظين بطرح العديد من التساؤلات عن سر هذه الأخطاء التحكيمية فان كانت أخطاء بشرية فلماذا كانت جميعها ضد الفريق الجزائري في حين أن المنتخب المصري كان بعيدا عن أن ترتكب في حقه تلك الأخطاء . لا أحد اتهم الحكم ايدي ماييه بعد نهاية مباراة السودان و ما يجعل المنتخب الجزائر و أنصاره يشعرون بالاعتزاز و الافتخار أكثر من نظرائهم في مصر هو أن الفوز التاريخي و الملحمة التي صنعها رفقاء عنتر يحي في السودان يوم 18 نوفمبر الفارط عندما أطاحوا بالفراعنة و انتزعوا من بين أيديهم ورقة المرور إلى المونديال فان ذلك الفوز لم تشبه أية شائبة وتم تحقيق الانتصار فوق المربع الأخضر و ذلك بشهادة المصريين أنفسهم رغم الأساطير التي اختلقوها فيما بعد من اعتداءات و ما شابه ذلك حيث لم ينتقد حينها لا عيسى حياتو و لا جوزيف بلاتير التحكيم أو أي شيء آخر بل سارع الجميع إلى تأكيد أحقية الجزائر بالفوز المحقق على نظيره المصري و الذي تم بشكل رياضي و بمواجهة جرت بين 11 لاعب من الجزائر و 11 لاعب من مصر و يبقى الأهم أن أشبال سعدان سيكونون في المونديال . رئيس لجنة تحكيم الكاف و رئيس الاتحادية البينينية اعترفا بأخطائه أيضا ولم تمر المهزلة التي قام بها الحكم البينيني كوفي كوجيا خلال إدارته لمباراة الجزائر و مصر مرور الكرام على رئيس لجنة التحكيم على مستوى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، المالي أمادو دياكيتي، حيث اعترف هذا الأخير في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية بارتكاب كوفي كوجيا لأخطاء خلال المباراة المذكورة، و دون أن يتهمه شخصيا بالغش و الانحياز لصالح "الفراعنة".حيث قال دياكيتي"أمر منطقي أن يرتكب الحكم أخطاء، لقد كان الضغط عليه كبيرا بسبب الحساسية الكبيرة للمباراة و بين المنتخبين، ما حدث في مباراة مصر و الجزائر لا يمكن تعميمه بأي شكل من الأشكال على كل الحكام".مضيفا "أنا متأكد بأن الحكام لم يساعدوا مصر، و إلا فإنها قد تأهلت لكأس العالم، أظن أن الدور الأول لم تحدث فيه أخطاء كثيرة تذكر، و قد حدث ذلك فعلا بداية من الدور ربع النهائي، و أغلب الأخطاء كانت من طرف مساعدي الحكام و ليس من المساعدين الرئيسيين".و في ذات السياق قال رئيس الاتحادية البينينية لكرة القدم، أنجورين الحاج مشرف لوكالة الأنباء الفرنسية حول أداء الحكم البينيني في المباراة المذكورة "شخصيا أعرف كوفي كوجيا جيدا و هو قوي من الناحية الذهنية و الحكم في نهاية الأمر إنسان، و ممكن أن يخطئ،...أنا متأكد أنه لم ينوي أبدا أن ينحاز لأي طرف، و ليس لديه فائدة لكي يغش في المباراة، لأنه قد يدخل التاريخ إذا تم اختياره لإدارة مباريات كأس العالم القادمة"، و أضاف رئيس اتحادية البينين يقول"سأتصل بالحكم كوفي كوجيا لاحقا لأعرف منه تفاصيل ما جرى بالضبط خلال المباراة".