تشرع الهيئات الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني، بداية من اليوم، في عقد اجتماعاتها تمهيدا لعقد المؤتمر التاسع للحزب يوم 19 مارس المقبل، حيث ستجتمع اليوم اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير المؤتمر وكذا الهيئة التنفيذية للأفلان، فيما سينعقد غدا المجلس الوطني في دورة عادية للاطلاع على لوائح والمشاريع التمهيدية التي ستكون محور أشغال المؤتمر. يلتقي اليوم أعضاء اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير المؤتمر التاسع للأفلان بتعاضدية عمال البناء بزرالدة لوضع اللمسات الأخيرة على المشاريع واللوائح التي تم إعدادها منذ تنصيب اللجنة في جوان 2009، حيث قامت اللجان السبع بإعداد مشاريع ونصوص تمهيدية تمت مناقشتها ودراستها في مختلف هياكل الحزب قبل المصادقة عليها نهاية العام الماضي في دورة عادية للمجلس الوطني، كما تم عرض النصوص والمشاريع على الهياكل القاعدية للحزب حيث قام المناضلون بدراستها وإثرائها من أجل وضع الصيغة النهائية لها. اجتماع اليوم، سيكون فرصة لأعضاء اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير المؤتمر وأعضاء الهيئة التنفيذية لقراءة كافة المشاريع المدرجة في جدول أعمال المؤتمر التاسع، علما أن كافة اللوائح والنصوص جاهزة، حيث سيتطرق أعضاء الهيئة التنفيذية إلى عرض التحضيرات التي تجرى على قدم وساق من أجل إنجاح المؤتمر ووضع برنامج جديد يتماشى والتطورات التي تعرفها الساحة السياسية ومواكبة مسار التنمية، لا سيما وأن الأمين العام قد أشرف على دراسة مدى تقدم التحضيرات ودراسة مختلف القضايا المتعلقة بالمؤتمر التاسع. وقد قامت اللجان الفرعية المكلفة بإعداد النصوص والمشاريع بدراسة معقمة للقانون الأساسي للحزب وإدراج بعض التعديلات من بينها العودة إلى التسميات القديمة لهياكل الحزب، كما تم فتح نقاش واسع بخصوص المرجعية السياسية والمنطلقات الفكرية التي تعد بمثابة بطاقة هوية الحزب، إضافة إلى بيان أول نوفمبر. وفي السياق ذاته، وطيلة أكثر من تسعة أشهر عكفت اللجان على تشريح واقع الحزب ومكانه كقوة سياسية أولى في البلاد، حيث قامت لجنة البرنامج العام للحزب بتحديد جدول أعمال أو بالأحرى خارطة طريق الحزب خلال السنوات الخمس المقبلة وكيفية التماشي مع التطورات التي تشهدها الحياة السياسية ومواكبة مسار التنمية الاقتصادية، في الوقت الذي قامت لجنة تحديد ضوابط التمثيل وإعداد النظام الداخلي بتشريح النظام المعمول بع من طرف هياكل الحزب وتكييفها مع متطلعات الحزب في المرحلة المقبلة خاصة وأن الأفلان يراهن على تأسيس مرحلة جديدة. وفيما يتعلق بالمؤتمرات الجهوية، فستنطلق مطلع شهر مارس المقبل وستتم خلال الأسبوع الأول، حيث أن اختيار المندوبين سيتم خلال الجمعيات العامة للقسمات عن طريق الانتخاب وذلك لإضفاء الشرعية والشمولية، كما يراهن الأفلان على العنصر النسوي والشباب، ومن المرتقب أيضا أن تكون مشاركة هاتين الفئتين قوية في المؤتمر. ومن جهة أخرى، ومن بين ما حققه الأفلان منذ المؤتمر الجامع إلى غاية اختتام أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني هو استعادة اللحمة بين مناضليه وخروجه من كل تبعات الأزمة التي مر بها، حيث تم التخلص من التفرقة بفضل الإرادة الجامعة التي تحلى بها مناضلو الحزب على مختلف مستويات تواجدهم عبر هياكل الحزب، وقد كانت هذه الإرادة حاسمة وفاصلة أثبت من خلاله أن حزب جبهة التحرير الوطني قوي بمناضليه وقادر على أن يكون في مستوى الظروف والتحديات المفروضة عليه، كما يسعى الأفلان إلى تحقيق مكاسب أخرى في الساحة السياسية وهو ما ينتظره من المؤتمر التاسع الذي سيؤسس لمرحلة جديدة ستبقى لها بصماتها في تاريخ الحزب، حيث أن النصوص المقترحة ستعطي للحزب القدرة على تأدية دوره في خضم التعددية السياسية.