أكد أمس وزير الخارجية مراد مدلسي، أن الجزائر تولي اهتماما كبيرا ودائما للقضايا المغاربية ذات الاهتمام المشترك، خاصة قضايا التعاون بين البلدان الأشقاء، مشيرا أن الجزائر متمسكة ببناء اتحاد دول مغرب عربي قوي، كما أعلن أن السنة الحالية ستشهد تأسيس البنك المغاربي للاستثمار. دعا وزير الخارجية إلى بذل مزيد من الجهود لتقديم صورة جميلة وإيجابية عن اتحاد المغرب العربي، بوصفه مشروعا مهما بالنسبة لدول المنطقة. وبمناسبة الذكرى الواحد والعشرون لتأسيس الإتحاد شدد مدلسي في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة على أن الإمكانيات التي تحوزها دول اتحاد المغرب العربي ليست موظفة بالشكل الصحيح، ولم تستخدم بما يخدم مصلحة ورقي وازدهار دول وشعوب المنطقة. وفي إطار مشروع المغرب العربي الكبير الذي تسعى دول المنطقة إلى بلوغه، والالتزام بالوعود التي تم التعهد بها في 1989 والمتمثلة في إدماج البلدان الخمسة المشكلة له، أكد مدلسي، أنه تم خلال الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية، الذي احتضنته طرابلس، الاتفاق على المضي في تنفيذ مشروعين، الأول، وهو الذي تقدمت به الجزائر، يتعلق بفكرة تكوين مجتمع اقتصادي مغاربي حيث سيعطي بعدا اقتصاديا واجتماعيا أكثر من منطقة التبادل الحر تعتمد أساسا على التجارة. وأضاف وزير الخارجية أن الجميع متفق على التماسك الشامل ومشاريع مشتركة وتدريجيا سيكون فيه أكثر تماسك في السياسة الاقتصادية، وذلك من أجل أن يصبح التكامل أكثر أهمية من الاختلاف.فيما يتعلق بالمشروع الثاني، فقد أشار الوزير إلى أنه في خدمة الأول ويتمثل في تأسيس بنك مغاربي مختص في الاستثمار والتجارة الخارجية والذي شكل منذ فترة مشكل في توزيع المسؤولية. مشيرا أن اجتماع طرابلس سمح بالاتفاق بالإجماع على أن تكون الرئاسة جزائرية والمديرية العامة تونسية، وهي مناصب ستتداول عليها دول الأعضاء، متمنيا أن يكون عام 2010 سنة تأسيس البنك. وأوضح مدلسي أن القرارات التي خرج بها هذا الاجتماع تمثل خارطة طريق لعام 2010، والذي من المقرر أن يشهد تنظيم عدد من الاجتماعات عديدة، خاصة على مستوى اللجان الوزارية المتخصصة في قطاعات المالية والأمن الغذائي، وعلى مستوى المنظمات المعنية بتطوير مجالات مثل النقل والزراعة. كما أعرب عن ثقته في أن الحصيلة في نهاية السنة ستكون إيجابية بهدف إعادة بعث العمل المشترك المغاربي وتحريك عجلة الاتحاد.