وقعت الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة على اتفاقية تعاون في المجال القضائي من شأنها تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال. ووقع على الاتفاقية عن الجانب الجزائري وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز وعن الجانب الأمريكي وزير العدل إريك هولدر بحضور إطارات من وزارة العدل والوفد المرافق للمسؤول الأمريكي. وفي كلمة له بالمناسبة أكد بلعيز أن التوقيع على هذه الاتفاقية مع الجانب الأمريكي يؤكد «تقاسمنا الإرادة والعزيمة في تعاوننا على محاربة الإجرام بجميع صوره وأشكاله». كما ذكر الوزير أن الجزائر التي تعيش مرحلة إصلاحات «جذرية وعميقة" في جميعالمجالات والميادين منها قطاع العدالة "يهمها كما يهم جميع الدول والشعوب تحصين نفسها من الإجرام بجميع صوره وأشكاله لاسيما في صورته المنظمة العابرة للحدود التي لا تقتصر آثارها الوخيمة على مجتمع دون غيره». وشدد على أن الجزائر «تدرك أن الجريمة المنظمة وعلى رأسها الإرهاب باتت تشكل تهديدا على أمن المجتمع الدولي»، كما أشار في السياق ذاته إلى أن الجزائر تدرك «تمام الإدراك» أن لمكافحة الجريمة المنظمة وآفة الإرهاب «يتحتم على المجتمع الدولي تعاون وتكاتف جادان من أجل الوقاية منها بجميع الوسائل والطرق». في هذا الشأن ذكر بلعيز بتوقيع الجزائر على أزيد من 85 اتفاقية ومعاهدة مع أكثر من 43 دولة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة وآفة الإرهاب منوها بإتفاقية التعاون التي تم التوقيع عليها مع الولاياتالمتحدة التي -- كما أوضح -- ستليها إتفاقيات ومعاهدات أخرى. وقال الوزير أن الجزائر «ستبقى يدها ممدودة لجميع الدول التي تريد أن تبني معها علاقات إحترام وتبادل للمصالح» معربا عن رغبة الجزائر في إقامة «علاقات واسعة» مع الولاياتالمتحدة تشمل جميع القطاعات بما فيها العدالة. وفي الأخير أكد الوزير أنه قبل دعوة نظيره الأمريكي لزيارة الولاياتالمتحدة معربا عن استعداده لإعطاء محاضرات بالمؤسسات الأمريكية حول إصلاح العدالة بالجزائر. من جانبه أبرز وزير العدل الأمريكي إريك هولدر الذي حضي باستقبال من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بإقامة جنان المفتي أهمية الاتفاقية الموقع عليها بين الجانبين معتبرا إياها «إطارا هاما» في مجال التعاون القضائي. كما قال المسؤول الأمريكي أن إنتشار الجريمة يجعل «من الضروري» تطوير بعض الوسائل في مجال التعاون الدولي لمكافحة مختلف أشكال الجريمة المنظمة والإرهاب التي أصبحت «تهدد أمن واستقرار العالم». كما وصف هولدر التوقيع على هذه الاتفاقية ب«خير دليل» على الإرادة "القوية والمشتركة" للبلدين لمحاربة الجريمة المنظمة والإرهاب موضحا أنها «اتفاقية شاملة تغطي عددا كبيرا من الجرائم» مضيفا أنها «ستعزز التعاون المتنامي بين الجانبين» في مجال مكافحة مختلف أشكال الجريمة المنظمة، كما نوه المسؤول الأمريكي بالمجهودات التي بذلتها مجموعة الخبراء من الجزائروالولاياتالمتحدة من أجل تحرير نص الاتفاقية الموقع عليها. للتذكير كان إريك هولدر قد حل أمس الأربعاء في زيارة إلى الجزائر، واستقبل من قبل رئيس الجمهورية بحضور وزير الشؤون الداخلية مراد مدلسي ووزير العدل الطيب بلعيز، ثم من قبل وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني . وفي تصريح له عقب لقائه بزرهوني أعرب هولدر عن إرتياح الرئيس باراك أوباما في ما يخص العلاقات القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدة وبين شعبي البلدين وأضاف قائلا أن «العلاقات بين البلدين قوية ومتينة». ومن جهة أخرى أشار هولدر إلى أن «البلدان يواجهان نفس المشاكل و لحل هذه المشاكل عليهما العمل معا سيما فيما يخص مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والإجرام الإلكتروني».