شدّد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية بقسنطينة أول أمس، على أهمية تكثيف تنظيم معارض تاريخية وطنية، حتى يتمكن من نقل تاريخ الجزائر الناصع بالبطولات بكل مراحله بصورة سليمة، قبل أن يؤكد أن ذلك لن يتأتّى دون نقل صحيح للوقائع والأحداث التاريخية بصورة صحيحة للأجيال القادمة، تمكنّهم من الاعتزاز بوطنيتهم والافتخار أكثر ببلدهم وبتاريخ أجدادهم المترسّخ على مر العصور. دعا محمد الصغير غانم أستاذ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة منتوري بقسنطينة أول أمس، على ضرورة دفع مسار تعريف الأجيال الصاعدة بتاريخ الجزائر القديم لتحسيسهم بالبعد الحضاري الجزائري سواء الإفريقي منه أو المتوسطي، واستعرض المتحدث غانم في محاضرة ألقاها بالمركز الوطني للأرشيف بعنوان »التراتب التاريخي وهويتنا الحضارية عبر العصور« مختلف محطات الحضارة الجزائرية عبر عصور ما قبل التاريخ، مستندا على مواقع تاريخية أثرية لحضارات قديمة عرفتها الجزائر. وأشار في هذا الإطار، إلى حضارة ما قبل التاريخ التي ازدهرت بمنطقة عين الحنش بالقرب من العلمة وتيغنيف بمعسكر، حيث قدم صورا لاكتشافات أثرية بمنطقة عين الحنش تتمثل في حيوانات وأدوات حجرية مستعملة في تقسيم الأشجار وصيد الحيوانات، كما تطرق الباحث إلى الحضارة »القفصية« بمناطق شرق البلاد والتي امتدت إلى غاية تونس، ليتناول المحاضر موضوع التحولات الحضارية التي عرفتها الجزائر في القرن ال 12 ما قبل الميلاد حيث قدّم خريطة تمثل مناطق لآثار فينيقية. ثم عرج الأستاذ غانم على تطور ونشأة مدينة ايكوسيم »الجزائر العاصمة حاليا«،حيث استعرض بالتفصيل مدى تطور الحضارة الفينيقية بالجزائر عبر نماذج من العملة النقدية عثر عليها في حي البحرية بالجزائر العاصمة سنة 1958، وقدم صورا لعملة نوميدية تحمل اسم ماسينيسا وصورا لتجمع سكاني بسيدي امسيد بقسنطينة. للإشارة نظم المركز الوطني للأرشيف بمناسبة هذا اللقاء معرضا للصور، تم خلاله إبراز مراحل تطور تاريخ الجزائر القديم إلى غاية الفتح الإسلامي.