يسعى مركزالتكوين المهني والتمهين الطرق الأربعة بالقبة المتخصص في تكوين ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الإدماج المهني والاجتماعي لهذه الشريحة من خلال توفيرالفضاء المناسب لتكوينهم وإنشاء تخصصات تتماشى مع رغباتهم ومتطلبات سوق العمل،بالإضافة إلى اكتساب حرف ومهن تفتح لهم أبواب الرزق ،فهذا المكان الذي أصبح ملاذا لهذه الفئة التي تعاني التهميش واللامبالاة بسبب انعدام فرص العمل استطاع أن يخرج الإمكانات الدفينة التي يتمتعون بها فلم تقف الإعاقة في وجه تجسيدها رغم أنها تبقى حبيسة مراكز التكوين. يشكل هذا المركزتقول المديرة نصيرة عيواز نقطة التقاء شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل الحصول على تكوين يوفرلهم ولعائلتهم لقمة العيش ويكفيهم حاجة السؤال، حيث يعتبرذات المركزالأول في مجال تكوين هذه الشريحة الأمرالذي جعله قبلة لهم من مختلف أرجاء الوطن خاصة وأنه يتكفل بجميع الإعاقات الجسدية والسمعية البصرية و كذا الأمراض المزمنة و حتى الحالات الاجتماعية الخاصة كفئة البنات المتواجدات في خطرمعنوي، ولم يقل الإقبال عليه إلا عندما فتحت مراكزجهوية من نفس النوع و بالرغم من ذلك مازال يحظى بنفس الاهتمام من طرف الراغبين في التكوين،خاصة أنه يوفر - تضيف –تخصصات تفتقر لها العديد من المراكز. و يسجل ذات المركز حضوره في كل مناسبة –تضيف - من خلال المشاركة في الصالونات و التظاهرات حيث شارك هؤلاء في الأولمبياد الثلاث السابقة و تحصل خلالها المتربصين على العديد من الميداليات ،كما تم تسطير برنامجا ثريا في الأيام القادمة للاحتفال بعيد العمال من خلال خروج بعض الأساتذة إلى التقاعد،بالإضافة إلى تنظيم أيام تحسيسية حول العديد من المواضيع و ذلك بمشاركة جمعيات المجتمع المدني ،كما لا يخلوا هذا البرنامج من النشاطات الترفيهية والرياضية بين المتربصين أو المدارس الأخرى . يحاول مركز القبة أن يساير كل ما هو جديد في مجال التكوين –تقول محدثتنا – و هو ما سيتجسد في الدخول الاجتماعي المقبل عن طريق تكوينات جديدة و المتمثلة في تكوين فوج في المحاسبة المستوى الرابع عن طريق المعابر وفق المعاييرالمحاسبية العالمية الجديدة ، كما يوفرالمركزتكوينا في الإعلام الآلي و ذلك بتوفير نظام "جاوس" الخاص بهذه الفئة بالإضافة إلى جهاز"براي لايت" و هو عبارة عن جهاز كمبيوتر محمول خاص بهذه الشريحة. مركز متخصص في تكوين المعاقين منذ سنة 2005 أصبح مركزتكوين المعاقين الطرق الأربعة يتكفل بهذه الفئة سنة 1984 ليتحول سنة 2005 مختصا في تكوين هذه الشريحة ، حيث يتم توجيه المترشحين المعاقين نحو الاختصاص الملائم لإعاقتهم بعد عدة مراحل بداية بالفحص الطبي الذي يتم التأكد من خلاله على مدى ملائمة الاختصاص المختارمن طرف المترشح وإعاقته ، تليها المقابلة البسيكولوجية التي يعرف من خلالها أصل الإعاقة والتطور النفسي لها وكذا المسارالطبي له مع تنظيم مقابلات مع الأولياء والقيام بالفحوصات النفسية، وبعدها يتم الاطلاع على رغباته واهتماماته حيث تسعى مستشارة التوجيه التعرف على الدافع من اختياره لهذا الاختصاص أو ذاك وكذا مشاريعه المستقبلية،وفي الأخير يجري المترشح مقابلة مع المكون الذي يحدد على إثرها الاستعدادات المهنية للمترشح و قدراته الجسمية اتجاه المهنة كالمهارة اليدوية والجهد الجسدي واستعماله للأدوات الخاصة و مدى دقته في العمل. و يضمن هذا المركز تأهيلا متنوعا لذوي الاحتياجات الخاصة كعمال متخصصين وعمال وأعوان مؤهلون،وأعوان ذو تأهيل عالي بالإضافة إلى أعوان إشراف و تقنيون، وتتنوع أنماط التكوين بين إقامي والذي يتم داخل مؤسسات التكوين المهني منظم حسب حصص الدروس النظرية و التطبيقية و يشمل على عدة أسابيع مخصصة للتربص التطبيقي الذي يهدف إلى اكتشاف المهنة في إطارها الطبيعي،والتكوين عن طريق التمهين الذي يكون بصفة متناوبة حيث يكون الجانب التطبيقي بالوحدات الاقتصادية و الجانب النظري يقدم داخل المؤسسة لمدة 8 ساعات في الأسبوع ، فيما تتراوح مدة التكوين بين ستة أشهر وأربعة عشرة شهرا، يمر خلالها هؤلاء بمرحلتين الأولى تكون بمثابة مرحلة تحضيرية يتم بواسطتها تحسين مستوى المتربصين حسب متطلبات كل مهنة و منحه كل المعلومات القاعدية المتعلقة بالاختصاص الذي اختاره و تمتد هذه المرحلة إلى ستة أشهرو تخص الفئات ذات المستوى الضعيف ،أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التكوين التي يتحصل من خلالها المتربص على المعرفة وحسن التصرف أين يتلقى حصص نظرية و تطبيقية ، تربص تطبيقي في الميدان و تكوين تناسبي في المؤسسات لبعض التخصصات. ومن أجل تأهيل هذه الشريحة من المجتمع التي تعاني من التهميش و الإقصاء و السماح لها بالاندماج في الحياة المهنية يفتح مركز الطرق الأربعة المجال أمامها للتخصص في عدة مهن وحرف منها المعلوماتية والمحاسبة والسكرتارية والإعلام الآلي براي، و موزع الهاتف والنجارة المعمارية والفخاربالإضافة إلى الطرزوالخياطة و نسيج الألبسة الصوفية وحلاقة السيدات و يتحصل المتربصين على شهادات كتلك المتحصل عليها عبرمراكز التكوين المهني . وفي هذا الإطار– تقول مستشارة التوجيه– أنه يتم تكييف برامج التكوين للمعاقين حسب وضعيتهم ، مؤكدة أن هؤلاء أكثر المتضررين من التسرب المدرسي الذي تدفعهم إليه الظروف الصعبة لمزاولة الدراسة لذا فإن المستوى التعليمي للمتقدمين للتكوين متدني جدا لذا يحرص المشرفين على تكوينهم على تقييمهم بين الحين والآخر، ويزاول في الوقت الحالي 134 متربص يقدر عدد أولئك الذين يزاولون تكوينهم في النظام الداخلي ب 68 متربص منهم 34 فتاة ،بينما يضم التمهين 54 متمهنا من بينهم 12 فتاة بين معاقين حركيا و مكفوفين و كذا الصم البكم ويتوفرالمركزعلى داخلية للبنات بقدرة استيعاب 60 سرير وداخلية للذكوراستحدثت السنة الماضية وتضم 30 سريرا. وعن المرافق التي يوفرها للمتربصين تقول مديرة المركز أنه يحتوي على مطعم و قاعة للمطالعة مع فضاء للإنترنت حيث يستفيد جميع المتربصين من أربع ساعات لاستعمال الكمبيوتر،بالإضافة إلى قاعة للرياضة مجهزة بآلات حديثة تمارس بواسطتها الفتيات النشاط الذي يفضلونه ،أما الذكورفقد تم إنشاء ملعب خاص بهم لممارسة كرة القدم ،بالإضافة تأسيس ناد أخضر وتنظيم زيارات بيداغوجية و ثقافية نحو مراكز الثقافة والمتاحف وكذا نزهات للراحة والترفيه خلال عطلة نهاية الأسبوع. تحف فنية من صنع ذوي الاحتياجات الخاصة ومن خلال الجولة التي قمنا بها عبرالمركزاطلعنا على السيرالحسن للدروس،وذلك من خلال الانضباط الذي يتميزبه المتربصين الذين أبدوا اهتماما كبيرا واستعدادا لتحصيل يضمن لهم تكوينا يوفرلهم لقمة العيش في ظل حاجتهم الملحة لإيجاد عمل، حيث وقفنا في أقسام التدريس و الورشات على ما قام به هؤلاء من أعمال و تحف تبهرالناظرين و في هذا الإطار أكدت مديرة المركز أنه سيتم تنظيم معرض لمختلف تلك الإبداعات التي تفننوا في صنعها في معرض سيشهد أيضا عملية بيع لها،و تتمثل تلك الأعمال في أدوات منزلية من النجارة و تحف من الفخاربالإضافة إلى أعمال أخرى . و يسهرعلى تكوين هؤلاء المتربصين يقول ساعي زين الدين مسؤول التكوين بالمركز15 أستاذا متخصصا تمكنوا من اكتساب خبرة التعامل مع هذه الشريحة بفعل الاحتكاك لسنوات طويلة،رغم أن ذلك يكون صعب في البداية حسبما أكدته أحد الأساتذة إلى أن يتعود المعاق على أولئك الذين يتعامل معهم فيما يتوفر- يضيف -على ثلاثة أقسام متخصصة و ثلاثة أقسام عادية بالإضافة إلى 15 ورشة للنجارة والسيراميك والإعلام الآلي وغيرها من التخصصات التي تحتاج إلى هذا النوع من الفضاءات، كما هي مجهزة بالمعدات التي يحتاجها الطلبة والوسائل المستعملة في التخصص الذي يقومون به. الجمعيات لا تقوم بواجبها اتجاه المركز كشفت مستشارة التوجيه أن المركزيعاني من نقص في التعريف به و بالخدمات التي يوفرها لشريحة المعاقين الأمرالذي جعله يعاني نوعا ما من التهميش حيث أعابت الدورالذي تقوم به الجمعيات التي تعنى بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والمتمثل في توجيه المنخرطين بها إليه من أجل الاستفادة من تكوين مجاني يسمح لهم في الحصول على مهنة في المستقبل والاندماج في الحياة الاجتماعية والمهنية مشيرة إلى وجود العديد منهم من يدفعون الكثير من أجل التكوين في التخصص الذي يريدونه ، ويقتصر المقبلين عليه في تلاميذ مراكز براقي و تيليملي والمحمدية والعاشورالذين تعودوا على إرسال المعاقين المتواجدين بها للتكوين بعد أن يتجاوزوا سنه السادسة عشرة. و لم يقتصر تكوين المركز للمعاقين فقط حيث كانت له -تقول محدثتنا– تجربة مع المركز الطبي البيداغوجي لحيدرة من خلال السماح للمتأخرين ذهنيا المتواجدين به من الاستفادة من التكوين عن طريق التمهين ،بعدما تقدمت إدارة مركزهم بطلب تكوين هؤلاء إلا أن ذلك لم يكن بالإمكان نظرا لعدم توفره على أساتذة متخصصين في تكوين هذه الفئة من المعاقين لذا تم اقتراح فكرة التمهين، وتحصل من خلالها المتربصين على دروس تطبيقية في البستنة في إحدى المؤسسات والنظرية في المركز أي بمعدل ثمان ساعات ونفس الأمرسيكون هذه السنة مع مركز بولوغين ،و بالرغم من أن مركزالقبة غيرملزم بهذه الشريحة - تقول- إلا أنه أخد على عاتقه هذه المهمة من أجل السماح لهم بالاندماج في المجتمع. يحظى المتربصين في هذا المركز–تقول مستشارة التوجيه- بمتابعة نفسية و بيداغوجية خاصة من طرف المختصة النفسانية و مستشارة التوجيه و كذا المكونين الذين يحرصون على ملاحظة مختلف التطورات التي تبدوعلى المتربصين والتي من الممكن أن تؤثرعلى تحصيلهم . لكن أكثر المشاكل التي يواجهها المعاق بعد نهاية تربصه انعدام فرص العمل حيث يضطرون إلى العودة مجددا إلى المركز من أجل الحصول على تكوين في تخصصات أخرى ، حيث تحتاج هذه الفئة إلى التفات السلطات المعنية إليها عن طريق تطبيق قانون العمل الذي يمنحهم فرصة الحصول على عمل بنسبة 1 بالمائة و تسليط العقوبة على المسؤولين الذين يرفضون تطبيقه.