* التكوين والتعليم المهنيين أصبحا قبلة الشباب الجزائري في التحصيل المعرفي الدخول التكويني - المهني لم يعد يختلف عن الدخول المدرسي * قرار إلغاء البكالوريا المهنية لا رجعة فيه، والجدير هو التفكير جديا في استحداث مستوى سادس في المنظومة التكوينية، تمنح للمتربص في هذا المستوى شهادة تعادل مهندس تطبيقي التي تمنحها الجامعات والمعاهد• * مؤسسات التكوين المهني لم تكن تتجاوز 40 مؤسسة منذ عشر سنوات لكنها ارتفعت اليوم إلى 75 مؤسسة تكوينية، فضلا عن ثلاثة معاهد وطنية في طور الانجاز ستتخصص في الفندقة، الزراعة والتكنولوجيات الجديدة للإعلام. * فوجئنا بالعدد الكبير من المترشحين دون مستوى الرابعة متوسط، وقد قررت الوزارة تخفيض شرط القبول من مستوى السنة الرابعة إلى مستوى معرفة القراءة والكتابة، حتى تمكن ابناءنا من اكتساب حرفة تقيهم شرور الشارع• * الكثير من حملة شهادة البكالوريا التحقوا بمؤسسات التكوين المهني، نظرا لتنوع التخصصات، ونظرا لشهادة التقني السامي الممنوحة للمتخرجين، وللتسهيلات الخاصة بالالتحاق التي يوفرها قطاع التكوين، ولأن الشاب الجزائري أصبح ميالا للتحصيل المعرفي التطبيقي بدل التحصيل النظري•• تطرقت السيدة مداني حواس في هذا الحوار الذي أجرته الجريدة بمناسبة الدخول التكويني-المهني لسنة 2008-2009، إلى العديد من القضايا التي تهم قطاع التكوين بالجزائر العاصمة، نذكر منها الاقبال الكبير للشباب الجزائري على التحصيل العلمي التطبيقي، وهذا توجه جديد في المجتمع يحتاج إلى دراسة، إلى درجة - وأنت تستمع إلى المديرة - أن التكوين المهني لم يعد يختلف عن الدخول المدرسي الكلاسيكي• وبالمناسبة كشفت لنا المعنية لأول مرة عن فكرة تجري داخل قطاع التكوين طرحها الوزير مؤخرا تتمثل في استحداث مستوى سادس في المنظومة التكوينية، تمنح للمتخرج ديبلوم التعليم المهني، الذي يعادل شهادة مهندس تطبيقي الممنوحة من قبل الجامعات والمعاهد• ولتأكيد الأهمية المتزايدة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين، أسرت لنا مديرة التكوين المهني على مستوى الجزائر العاصمة أن الكثير من الحائزين على شهادة البكالوريا التحقوا بالمنظومة التكوينية، وهذا يعني أنهم يفضلون العلوم التطبيقية على العلوم النظرية إلى غير ذلك من القضايا المطروحة على مستوى قطاع التكوين المهني بالجزائر العاصمة• حاورها: ابن أحمد ***الدخول المهني والتعليمي لسنة 2009/2008 على الأبواب، ماذا تقول مديرة التكوين المهني للمتربصين والأساتذة والأولياء بهذه المناسبة؟ **نحن نتهيأ في الوقت الحاضر لاستقبال الدخول التكويني والمهني على مستوى ولاية الجزائر، وهذا على غرار كافة ولايات الوطن الأخرى، والذي سينطلق يوم 25 أكتوبر 2008 الجاري، حيث تم تسجيل خلال هذا الدخول ما لا يقل عن 14700 مترشح على مستوى مؤسسات ومعاهد التكوين المهني لولاية الجزائر العاصمة• واذا ما تحدثنا عن التكوين والتعليم المهنيين بولاية الجزائر العاصمة، نقول أن الجزائر العاصمة تمثل 3% من طاقات التكوين على المستوى الوطني، لأنها تمثل عاصمة البلاد فعلا، وفي هذا الاطار فإن كل الجهود منصبة على العاصمة، التي تضم تسعة معاهد متخصصة وأكثر من 49 مركزا للتكوين المهني إلى جانب ملحقات بمراكز ومعاهد التكوين المهني ومعهد للتكوين المهني خاص بتكوين ورسكلة الاساتذة، إلى جانب اعتماد 128 مؤسسة من طرف مديرية التكوين والتعليم المهنيين على مستوى الجزائر العاصمة، التي تسمح باستيعاب الكثير من الشباب الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بمراكز التكوين• أما قدرة الاستيعاب النظرية للمؤسسات السالفة الذكر الموجودة على مستوى الجزائر العاصمة فتبلغ 24 ألف منصب تكوين وهذا بالاضافة إلى داخليات تستوعب 1500 سرير تمكن الكثير من المتربصين القادمين من ولايات أخرى من الحصول على تكوين أو تخصص غير موجود بولاياتهم الأصلية، إلى جانب داخليات أخرى في طريق الانجاز• وعلى المستوى البيداغوجي يوجد 470 فرع بيداغوجي خلال هذا الدخول الدراسي الجديد، لكن وصلتنا تقارير من عدة معاهد تفيد بأنها تعاني من ضغط كبير على مستوى تسجيل المتربصين، وقد اعطينا توجيهات إلى هذه المعاهد بضرورة الاتصال بمؤسسات ومراكز أخرى التي تتوفر على امكانية شاغرة بضرورة فتح فروع منتدبة حتى يتم استيعاب كافة الشباب الراغب في الالتحاق بمراكز ومعاهد التكوين المهني، لأن هذا هو الهدف الأسمى لمديرية التكوين ووزارة التكوين والتعليم المهنيين، صحيح أن المسألة ليست هينة أمام كثرة المتربصين، لكن سنحاول استدراك الأمر خاصة على مستوى المعاهد لكن سنحاول بالتنسيق مع مدراء معاهد التكوين المهني استيعاب كافة المترشحين، وهذا ما اتفقنا عليه في المدة الأخيرة• سبق لي أن أكدت وركزت على الاقبال على قطاع التكوين المهني، لاسيما المعاهد التي تتطلب توفر المترشح على مستوى الثالثة ثانوي للالتحاق بها، حيث بلغ عدد المترشحين رقما كبيرا وهذا يحدث كل سنة وليست مسألة جديدة خاصة بهذا الدخول المهني لهذه السنة الأمر الذي يجعل الطاقة الاستيعابية للمعاهد غير قادرة على استيعاب مثل هذا العدد الكبير من المترشحين، أما بالنسبة لمراكز التكوين المهني فقد صارت هي الأخرى تحظى بإقبال كبير، خاصة بعض التخصصات نذكر منها التلحيم، الترصيص ، التجهيز الصحي والغازي، الأمر الذي يجعلنا نستغرب عندما نسمع البعض يقول "أن المرصصين عندنا بالجزائر غير موجودين"، ففي يوم أمس فقط اتصلت بنا سيدة وطلبت منا التدخل لدى مركز معين لتسجيل ابنها في هذه التخصصات، لأنها علمت أن عدد المسجلين يفوق قدرات هذا المركز في هذه التخصصات السالفة الذكر، مما يعني أن الاقبال كبير على هذا التخصص• ومن بين الأشياء التي سنركز عليها هذه السنة هو التركيز على الفئة الشبانية التي ليس لها مستوى دراسي كاف يسمح لها بخوض غمار تربص ما، وبعبارة أخرى الذين لم يكملوا دراستهم إلى غاية السنة الرابعة متوسط، وبعبارة أدق (الفئة الشبانية التي لم تكمل دراستها إلى غاية السنة الرابعة متوسط والفئة التي تبلغ مستوى السنة السادسة ابتدائي)، وقد فوجئنا بالعدد الكبير لهاتين الفئتين خلال السنة الماضية وبمجرد الوقوف على هذا الوضع، اتصلنا بوزارة التكوين المهني وطلبنا منها مراجعة المدونة الجديدة للشعب المهنية وفتح تخصصات تتناسب مع مستوى التعليم لهاتين الفئتين• وبالفعل قررت وزارة التكوين والتعليم المهني فتح 80 تخصصا خاصا بهذه الفئة الشبانية، ومع ذلك لم تتمكن هذه التخصصات من استيعاب كافة المترشحين من هذه الفئة السالفة الذكر ونظرا للطلب المتزايد نفكر حاليا في تقديم طلب إلى الوزارة لدراسة الوضع من أجل إعطاء فكرة لهؤلاء الشباب والالتحاق بهذا التخصص (التلحيم، الترصيص الصحي، والتجهيزات الغازية)، وفعلا فقد تقرر على مستوى الوزارة تخفيض شرط المستوى الدراسي من السنة الرابعة متوسط إلى مستوى معرفة القراءة والمتابعة لبعض التخصصات وهذا يعكس الجهد والتجاوب اللذين تنتهجهما الوزارة حتى يغطي أكبر قدر من الفرص أمام الشباب الجزائري، وقد شرع في العمل بهذا التوجه الجديد بداية من الدخول المهني الجديد 2009/2008، وسيجد المترشحون كافة التفاصيل بهذا الشأن على مستوى مراكز التكوين المهني• وقد فوجئنا فعلا بهذا الرقم المذهل من هذه الفئة الشبانية (ضعف المستوى)، وستبذل مديرية التكوين كل ما في وسعها من أجل إدماج هذا العدد الكبير في المنظومة التكوينية الوطنية وعدم تركهم للشارع أو اتباع طرق أخرى مالكة بكل تأكيد، والسبب يعود إلى العشرية السوداء التي اقصت الكثير من أبنائنا من نعمة التعليم والتكوين إلى جانب أسباب أخرى مثل التسرب المدرسي، فضلا عن الأسباب الاجتماعية وهذا على مستوى ولاية الجزائر العاصمة••• أي نعم يحدث هنا على مستوى عاصمة البلاد•••!! حيث يوجه الأولياء أطفالهم للعمل لتحصيل لقمة العيش بدل تعليمهم وتكوينهم• *** لكن ما هو تفسيركم لهذا الاهتمام المتزايد بالتكوين المهني إن على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي؟ ** لقد لاحظتم ذلك في الخطاب الذي ألقاه فخامة الرئيس بمناسبة السنة الجامعية الجديدة، فليس هناك أي خطاب ألقاه الرئيس ولم يتطرق فيه إلى مسألة التكوين المهني في بلادنا، حيث كان يدرج كل مرة مسألة التكوين المهني في تدخلاته، وهذا نظرا للأهمية التي أصبح يكتسيها هذا القطاع، وقد دخل القطاع في وتيرة جديدة من الصعب تغييرها، والاهتمام الآن ينصب على العدد الكبير لفئة الشباب التي تمثل 75% من اجمالي عدد السكان بالجزائر، ولهذا من الصعب أن تستقبل المؤسسات التعليمية الأخرى مثل هذا العدد الضخم من الشباب، ولهذا يجب على قطاع التكوين والتعليم المهني بذل المزيد من الجهد لكي يستقبل هذا الفائض من الشباب على مستوى مؤسساته، وهذا الاهتمام المتزايد شعبيا أو حكوميا يفرض علينا أن نقوم باستعدادات جديدة لمواجهة مثل هذا الاهتمام، من ذلك مثلا أن عدد مراكز التكوين المهني ارتفعت بشكل محسوس في السنوات الأخيرة ولو قمنا بمقارنة بسيطة نجد أن مؤسسات التكوين المهني لم تكن تتجاوز 40 مؤسسة خلال التسعينيات على مستوى الجزائر العاصمة، إلا أن هذه المؤسسات ارتفعت اليوم إلى 75 مؤسسة تكوينية (معاهد، مراكز، ملحقات) فضلا عن ثلاثة معاهد وطنية توجد في طور الانجاز ( الأول متخصص في الفندقة والثاني في مجال الزراعة بمنطقة تسالة المرجة والثالث بمدينة الرحمانية يتعلق بالتكنولوجيات الجديدة للاعلام)• وتبين هذه المجهودات أن قطاع التكوين يسعى بكل ما أوتي من قوة حتى يواكب مثل هذه الاهتمامات، وأكثر من هذا أن هناك عددا معتبرا من الشباب الذين تحصلوا على شهادة البكالوريا فضلوا الالتحاق بمؤسسات التكوين المهني نظرا لما يجدونه من تنوع في التخصصات أولا ونظرا كذلك لسهولة الالتحاق ثانيا ولأن شهادة التقني السامي الممنوحة من طرف قطاع التكوين المهني مهمة جدا ومطلوبة بشكل كبير في مجال التشغيل، والواقع أن الشاب لا يريد المزيد من التحصيل النظري لأن المهم بالنسبة له هو الحصول على منصب شغل، وسيواصل قطاع التكوين والتعليم المهنيين في هذا الاتجاه، بل وسيسعى قدر الامكان إلى تقليص المواد النظرية، وهذا يعني ضمان أكبر قدر من النجاح للمتربصين في عالم الشغل• *** التجهيزات وورشات التكوين مهمة جدا للتحصيل المعرفي للمتربص، ماذا تقولين للطلبة في هذه النقطة؟ ** وهم يستعدون لسنة تكوينية جديدة؟ فيما يتعلق بهذه النقطة، فاهتمامنا بمسألة التجهيزات وورشات التكوين لا يقل في شيء عن اهتمامنا بعنصر الشباب وتحصينه بالمعارف اللازمة لمواجهة المستقبل، وأريد أن أؤكد لك- ويمكنك زيارة حتى بعض المؤسسات - أن مؤسساتنا التكوينية مجهزة كما ينبغي بالتجهيزات الضرورية التي تستجيب لمتطلبات العصر، بل وجهنا مراسلات إلى المؤسسات التكوينية وطلبنا منها إفادتنا بالتجهيزات غير الصالحة للاستعمال وهذا حتى نتمكن من تقديم طلب للوزارة الوصية من أجل تجديدها• وأؤكد لكم أن القطاع على مستوى الجزائر العاصمة لا يعرف مشاكل كبيرة في هذه النقطة، اللهم بعض القضايا الهينة، وكمثال على ذلك طلبت منا بعض المؤسسات توفير بعض التجهيزات تتعلق بصيانة السيارات وهي تخصصات لم تكن موجودة في الأصل، ومع ذلك سنسعى بكل ما أوتينا من قوة لتوفير مثل هذه التجهيزات، وبالإضافة إلى ذلك أقول أن بعض مؤسسات التكوين سجلت بعض المترشحين في تخصصات غير موجودة لديها، ومع ذلك سنحاول توفير التجهيزات أو اللجوء إلى مؤسسات أخرى لديها فائض في مثل هذه التجهيزات لتدارك النقص واعطاء الفكرة الكاملة لشبابنا في التحصيل المعرفي، وما عدا قضايا من هذا النوع فإن كافة مؤسسات التكوين المهني تتمتع بتجهيزات حديثة• ***وماذا عن التأطير، خاصة إذا علمنا أن وزارة التربية تعرف مشاكل جمة بخصوص هذه النقطة؟ ** يؤطر مؤسسات التكوين المهني على مستوى الجزائر العاصمة أكثر من 170 أستاذا ومدرس بالنسبة لمختلف المستويات• ويؤطر المتربصين ثلاثة أصناف من الاساتذة: أستاذ التكوين المهني الذي يجب أن يكون حائزا على شهادة التقني السامي. أستاذ التكوين المهني الدرجة الأولى الذي يجب أن يكون حائزا على شهادة الليسانس في التخصص المطلوب، ثم أستاذ متخصص في التكوين المهني الدرجة الثانية الذي يجب أن تتوفر فيه شهادة مهندس دولة، أي أنهم زاولوا عشرة سداسيات في الجامعة وعليه فكل هذه الأنواع من الأساتذة موجودة بمؤسسات التكوين المهني، وهذا لا يمنع من توظيف أساتذة مستخلفين، لأنه في بعض الأحيان نحتاج إلى أساتذة للتدريس في مواد لا تحتاج إلى الترسيم، وهذا لاستكمال التخصص المدرس• *** هل يمكن أن نعرف رأيكم في مدى تجاوب البرامج التكوينية مع متطلبات سوق العمل؟ ** نحن بذلنا مجهودا في هذا الاطار وتلقينا بعض الانتقادات من سوق العمل مفادها، أن قطاع التكوين "يكون من أجل التكوين لا غير" وأقول لكم أن المدونة الجديدة للشعب المهنية لسنة 2007 والتي شرع في تطبيقها منذ سنة 2005 ثم تمت مراجعتها فيما بعد، بعد ملاحظة بعض النقائص فهذه المدونة شارك في اعدادها متعاملون اقتصاديون (وطنيون وأجانب)، حيث طلبنا منهم سنة 2005 ابداء رأيهم في هذا الموضوع، والأهم في هذه المدونة أنها مرنة "وغير جامدة" حيث يمكن تكييفها، من ذلك أنه بوسعي الآن أن أوجه رسالة إلى المدير المركز وأخبره بأنه يمكن مراجعة المستوى في هذا التخصص أو ذاك، بحيث يمكن مراجعة مثل هذه المدونة، وهذا خلافا لما كان معمول به في السابق، ومن المؤكد أننا سنتلقى الأصداء الكاملة بشأن هذا النهج خلال السنوات القادمة ووقتها سنعمل وفق ما تقتضيه الظروف• *** عاد الحديث في المدة الأخيرة بشأن امكانية استحداث شهادة مهنية تعادل شهادة البكالوريا أو شهادة عليا في التكوين المهني أو شيء من هذا القبيل، فهل من توضيح بشأن هذه النقطة التي أسالت الكثير من الحبر؟ ** للتوضيح أكثر بشأن هذه المسألة هو أن الوزارة الوصية تسمى وزارة التكوين والتعليم المهنيين، وهو مفهوم جديد لم يستوعب بعد في مختلف الأوساط، مما يعني أن القطاع له مساران: مسار خاص بالتكوين ومسار خاص بالتعليم المهني، فالأول يخص الذين لم يتمكنوا من متابعة دراستهم في المؤسسات التعليمية أما المسار الجديد فهو مسار التعليم المهني الذي باشرنا العمل به منذ ثلاث سنوات، ومن المنتظر أن يصدر خلال الايام القادمة النصوص التشريعية الخاصة به وإلى جانب هذا هناك دفعات زاولت هذا النوع من التعليم المهني وهي تستعد لخوض غمار الامتحانات في المواد التي درستها• فهذا المسار الجديد (التعليم المهني) كان بمثابة تجربة نموذجية اقتصرت على بعض مؤسسات التكوين المهني فقط• صحيح أن قضية البكالوريا المهنية كانت مطروحة فيما مضى لكن هذه الفكرة ألغاها السيد الهادي خالدي وزير التكوين المهني بمجرد استلامه مقاليد القطاع، وقد عرفت هذه القضية مشاكل كبيرة لأن بعض الشباب دخلوا في هذا المسار (البكالوريا المهنية)، أما المسار الجديد ( التعليم المهني) يتوفر على مستويين يتمثل المسار الأول في حصول المتربص على شهادة التعليم المهني من الدرجة الأولى، وإذا ما رغب في مواصلة التعليم فسيحصل على شهادة من الدرجة الثانية (DEP) وعندما يتحصل المتربص على شهادة التعليم المهني من (الدرجة الثانية) يمكنه ممارسة المهنة التي اختارها وهذه هي الفكرة بالنسبة لهذا النوع من التعليم الذي جهزت اقسامه الدراسية بتجهيزات حديثة وأقسام وبرامج خاصة• لكن الجديد بشأن هذه القضية هو بروز فكرة جديدة خلال ندوة وطنية ترأسها السيد وزير التكوين والتعليم المهني خلال شهر رمضان الكريم، حيث طالب الوزير من الحضور خلال هذا اللقاء الاستعداد لاستحداث المستوى السادس من التعليم المهني الذي يتوج بشهادة في التعليم المهني تعادل مستوى مهندس تطبيقي التي تمنحها المؤسسات التعليمية الأخرى، مع العلم أن أعلى مستوى في التكوين المهني هو المستوى الخامس الذي يتوج بشهادة في التكوين المهني من الدرجة الثانية رغم أن هذا المستوى كان يدرس سابقا في معاهد التكوين المهني قبل أن تسترجعه الجامعة• وإذا ما تجسدت فكرة السيد الهادي خالدي في الأيام القادمة فسنتحدث بدون شك عن المستوى السادس وليس عن شهادة البكالوريا المهنية، التي طرحت في الماضي وما تزال تطرح من حين إلى آخر، وأؤكد لكم أن قضية البكالوريا مثلما أكده مرارا السيد الوزير تخص قطاع التربية، ولا رجعة في هذا القرار• **مثلما سبق لي أن ذكرت مرارا أن مديرية التكوين المهني لولاية الجزائر العاصمة، ستحاول قدر الامكان وقدر المستطاع استقطاب كل الشباب الذين لم ينجحوا في دراستهم، بما في ذلك الشباب الموجود في الشارع، وكما تعلمون نحن في القطاع نهتم بفئة جد حساسة، وهم الشباب، ولا نريد لهم أن يسلكوا طريقا آخر، وخاصة أنهم فئة تعيش سن المراهقة الصعب، ومثلما يحلو لوزير القطاع أن يقول في هذه المسألة "ينبغي أن نبادر إلى التكفل بالشباب قبل أن يبادروا هم إلى التكفل بنا"•