اتفق بو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية وحاتم بن سالم وزير التربية والتكوين التونسي أمس بالجزائر العاصمة على إنشاء لجنة فنية مشتركة لإدماج التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال في مجال التعاون التربوي الثنائي، حيث أكد بن بوزيد أن إدماج التكنولوجيات سيطور المنظومة التربوية. أوضح بن بوزيد أمس خلال جلسة العمل التي جمعته بالوزير التونسي للتربية والتكوين أنه من الضروري تكوين لجنة فنية مختصة في مجال التعاون التربوي بين البلدين تهتم بتحضير مذكرة تفاهم بغرض إدماج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في هذا التعاون والخروج بالتالي ببرنامج تنفيذي في هذا السياق للسنوات الثلاثة القادمة، وفي هذا الشأن قال الوزير »إن إدماج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في المنظومة التربوية أصبح أكثر من الضروري بالنظر الى الثورة العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم والتي ما فتئت تتنامى بسرعة كبيرة"، وأضاف »علينا استعمال هذه الأدوات التكنولوجية التي ستعطي لنا قفزة نوعية في هذا المجال«. وأكد وزير التربية الوطنية على ضرورة العمل من أجل تعميق التعاون الثنائي في ميدان استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال من خلال الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في هذه التكنولوجيات وتبادل ما يمكن من التجارب الوطنية التي يمكن أن تنفع طرفا أو آخر، مشيرا إلى أن إنشاء مثل هذه اللجنة سيساهم في تطوير النظامين التربويين الجزائريوالتونسي من خلال تبادل التجارب ومحتوى البرامج البيداغوجية في مجال المعلوماتية بما يعود بالفائدة على المستوى التحصيلي والعلمي لتلاميذ البلدين. وبالمناسبة تطرق بن بوزيد إلى أهمية السبورة البيضاء التفاعلية ضمن سياق استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في المنظومة التربوية مشيدا في هذا الصدد بتجربة تونس. ومن جهته، أكد الوزير التونسي أن تجربة بلده في مجال استعمال السبورات التفاعلية أعطت نتائج مرضية في عدد من المواد من بينها علوم الحياة والأرض والفيزياء والكيمياء، معتبرا أن العمل بالسبورات التفاعلية ذات المحتوى الرقمي سيعمم في المدى المتوسط على كل فصول التعليم الثانوي وفي كل المواد التعليمية، كما أضاف بأن تونس ستشتري خلال هذه الأيام 1200 سبورة من هذا النوع. وكشف خلال هذا اللقاء بأن اجتماعا سيعقد بتونس يوم 21 ماي سيضم عدة شركات عالمية متخصصة في تكنولوجيات الإعلام والاتصال وسيكون فرصة لإنشاء قطب تكنولوجي متخصص في الصناعات التربوية، مشددا على أهمية الحل البيداغوجي التكنولوجي في تطوير المسار الدراسي للتلميذ والتفكير في تخصيص محتوى رقمي كامل لكل تلميذ خاصة في مرحلة التعليم الثانوي، حيث اقترح في هذا الشأن في خضم التعاون مع الجزائر وضع محتويات رقمية وبرمجيات مشتركة في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء يستفيد منها التلاميذ الجزائريونوالتونسيون في آن واحد. وضمن هذا المنظور اقترح الطرفان تقريب المؤسسات التربوية الجزائريةوالتونسية وتوأمتها إلكترونيا مع إمكانية فتح السبورة التفاعلية بين عدد من الأقسام التربوية في البلدين ضمانا للتواصل والاستفادة من التجارب، حيث اتفق الوزيران على تبادل الأساتذة لإلقاء محاضرات في البيداغوجيا والتربية وكذا تبادل الدروس في فصول دراسية معينة وكلها آليات من شأنها تعزيز التعاون الثنائي في مجالات تكنولوجيات الإعلام والاتصال بما يخدم مصلحة الشعبين الجزائريوالتونسي.