كشف الفنان التشكيلي سعد الفلاحي من العراق خلال مشاركته لأول مرة بالجزائر في المهرجان الثقافي للخط العربي، وتقديمه ورشة عرضت لأول مرة حول الكتابة بقواعد الخط العربي والخط المغربي بواسطة قلم الانترنيت » التابلت«، أنها طريقة حديثة وسهلة الاستخدام بعد التمرن عليها، كما تحدث عن ما يعكف له الاحتلال لطمس واندثار مجد العراق من خلال تحطيم تراثها قائلا» الحرية الفنية بالعراق مكبلة بالسلاسل«. تحدث الفنان العراقي سعد الفلاحي ، عن بدايات خوضه تجربة الكتابة للخط العربي الحديثة، بعد أن أدرك أنها الوسيلة السهلة كونها تستقطب المهتمين والدارسين بطريقة جميلة، وفي حديث جمعه ب»صوت الأحرار«، قال أن سنة 2006 الخطو الأولى و الجديدة في مجال الخط العربي، موضحا في الوقت ذاته سلامتها ولائمتها للإبداع والجمال بنفس الطريقة الكلاسيكية، حيث أنتج الفنان العديد من اللوحات الإبداعية، وقد شارك في الكثير من المعارض منها مهرجان الشارقة، الدوحة، إضافة إلى مشاركته الأخيرة في المهرجان الدولي للخط العربي بالجزائر هذا الشهر. واعتبر تجربته هذه الرائدة بالعالم الإسلامي، من خلال الكتابة بالقلم على اللوح الالكتروني، ونوه الفلاحي في حديثه لمكانة العراق كونها البلد الأول الذي تطرق لكتابة الخط العربي، بيد أنه تأسف لواقع العراق سياسيا، اقتصاديا، خصوصا ثقافيا، واعتبر أن الحرية الفنية بالعراق مكبلة بالسلاسل التي حددت من حرية المبدعين والمثقفين، إذ تراجع فيها المستوى الثقافي لعدة أسباب خاصة وأنها تعيش هذه الفترة الاحتلال الأمريكي، الذي جّمد كل الطاقات الثقافية للعراق، وقال سعد الفلاحي أن بلاد الرافدين الحضارة الأولى التي عرفت عدة علوم منذ القرون الأولى، مشيرا في ذلك إلى الخط العربي الذي يعد أحد نتاجات المدرسة البغدادية، كونه هوية الأمة العربية التي يحاول الاحتلال طمسها ويقمع وجودها. كما كشف الفنان سعد إلى الأفعال الدنيئة للاستعمار من خلال الوسائل التي تستعملها للقضاء على الثروات المعنوية والمادية خصوصا، وأنها أول ما تقوم به تحطيم المتاحف والآثار إضافة لكسر مراكز الفنون، سعد الفلاحي وفنّد محدثنا تصريحاته ليكشف مدى خطورة ذلك مصرحا في ذلك إلى ما سرقه المستعمر من آثار ضبطت عنده في المطارات الدولية، وأعلن ابن العراق الفذّ أن يؤكد ان العراق ستعود يوما ما إلى ما كانت عليه في السابق، قائلا» العراقيون باختلاف معارفهم سواء كانوا فنانون، علماء،فهم باقون، ان قتلوا 30 هناك 60، وان قتلوا 10 آلاف هناك الملايين، وان قتلوا عَالم هناك عُلماء... فلا يضيع الفن ولا أصالة ومجد العراق« داعيا في الوقت ذاته العرب أن يكونوا حارصين على ممتلكاتهم وثرواتهم. وفي سياق آخر أبدى الفنان العراقي سعد الفلاحي إعجابه للجزائر، و ما تقدمه في شتي الميادين خاصة المجال الثقافي، حيث قيّم ذلك بالإيجاب، مما يترك أثّر حسن بالساحة العربية ، كما لم يتوانى في الإعلان حرصه عن زيارة الجزائر والمشاركة في إحدى مهرجاناتها، وقد وصف الجزائر ب»الحضارة والرجولة « التي رآها في أبنائها وقادتاها الذين حملوا همّ القضايا العربية، ووصفها ب»الوقفة الشريفة«، خاصة وأنه جمعته ملاقاة مع نخبة من أبطال ورموز الجزائر كالمجاهدة جميلة بوحيرد والمناضل عبد الحميد مهري.. وقال» أعتّز بتعرفي عليهم كما أنني شعرت بمقدار مسؤوليتهم في مناصرة الشعب الفلسطيني ، كما سعدت بوقوفي معهم في ندوة الاحتجاج لمناصرة غزة أثناء الهجوم الصهيوني على أسطول السلام الأسبوع الفارط« كما أعلن الخطاط العراقي سعد الفلاحي عن مشروعه فيما يخص الخط العربي بصفة عامة والمغاربي خصوصا، منوّها في ذلك أنه لا يخص المغاربة لوحدهم وإنّما هو موروث إسلامي عربي ضخم، حيث سيقدم الكثير في هذا المجال ودعا لضرورة الحفاظ على التراث العربي الضخم. وفي الأخير، أبدى سعد الفلاحي مدى همجية الاستعمار، وأشاد ببطولة الجزائريين الذين ناضلوا من أجل استرجاع السيادة الوطنية عن إرادة لا تقهر مؤمنين بقضيتهم حيث وصف الاستعمار بالعراق كابوس متمنياً في الوقت ذاته لاستفاق منه كي يعود مجرد العراق مجددا.