انتهت مغامرة »الخضر« المونديالية أمس بعد خسارتهم في المباراة ضد أمريكا بهدف نظيف جاء في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، لكن ومع خسارتنا التأهل فقد كسبت الجزائر منتخبا شابا قويا ما يزال المشوار أمامه طويلا خاصة وأنه على مشارف التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية بداية سبتمبر المقبل. الشوط الأول عرف بداية سريعة من جانب محاربي الصحراء الذين كادوا أن يُعلنوا تقدمهم مبكراً بعد مرور 30 ثانية فقط بتسديدة قوية من كريم مطمور اعتلت مرمى الحارس الأمريكي، ورد عليهم المنتخب الأمريكي بهجمة تصدى لها مبولحي ببراعة في الدقيقة ال2، في الدقيقة ال6 تسديدة قوية من جبور كادت أن تُعلن الهدف الأول بعد أن انفرد بالحارس الأمريكي من كرة طويلة من بوقرة استقبلها بصدره وأرسلها بقذفة قوية لكن العارضة كانت إلى جانب الفريق الآخر، وحاول أشبال سعدان مباغتة الحارس الأمريكي من خلال التسديدات من بعيد لكن دون جدوى حيث اعتلت تسديدة زياني المرمى في الدقيقة ال15 ليعود نفس اللاعب مرة أخرى ويقود هجمة سدد من خلالها كرة قوية اصطدمت بالدفاع الأمريكي، ورد الأمريكيون بهجمة منظمة من الجهة اليمنى سدد خلالها دونوفان قذفة اعتلت مرمى الحارس رايس وهاب مبولحي في الدقيقة ال18. في الدقيقة ال25 ألغى حكم المباراة هدفا أمريكيا بداعي التسلل بعد ارتباك في منطقة جزاء المحاربين، ليعاود الخضر شن هجماتهم من جديد، واستلم جبور كرة جميلة داخل منطقة الجزاء ليعيدها لمطمور الذي سددها بقوة لكن الكرة اصطدمت بالدفاع الأمريكي، و في الدقيقة ال37 أضاع الأمريكيون أخطر كرات المباراة بعد توغل دونوفان من الجهة اليمنى سلم خلالها كرة عرضية للمهاجمين لكن مبولحي أحسن التموقع وصد الهجمة ليأتي رد مطمور سريعا في الدقيقة ال38ً بتسديدة كادت تباغت الحارس هاورد الذي حولها لركنية، و في الدقيقة ال43 كاد زياني أن يفتتح باب التسجيل بعد أن استلم كرة من بلحاج وتقدم باتجاه المرمى لكنها كانت خارج الإطار، وضيع زياني ما لا يضيع، وجاءت آخر فرص الشوط الأول بعد عرضية جميلة من بلحاج لم يتعامل معها جبور بالشكل المطلوب لتذهب خارج الملعب ويعلن معها الحكم نهاية الشوط الأول. الشوط الثاني بدأ بهجمة أمريكية سريعة وقد بدى جليا الإرهاق البدني على محاربي الصحراء، ففي الدقيقة ال48 تحصل المنتخب الأمريكي على ضربة حرة لم يستثمرها كما يجب وتصدى مبولحي لها ، واتستغل حليش العرضية المتقنة من الركنية التي نفذها بلحاج في الدقيقة ال50 برأسية لم تشكل خطرا على المنافس بعد أن تعرض حليش لمضايقة من أحد المدافعين الأمريكيين أمام صمت الحكم، وفي الدقيقة ال52 حاول جبور التوغل من الرواق الأيمن لكن الدفاع الأمريكي أخرج كرته لركنية لم يستفد منها المحاربون، وفي الدقيقة ال59 أضاع يبدة فرصة محققة بعد أن استلم الكرة على صدره ولعبها مقصية ذهبت بعيداً عن المرمى، وفي الدقيق ال65 قام المدرب سعدان بإقحام عبد القادر غزال بديلاً لرفيق جبور، وأجرى هذا الأخير ثاني تغييراته بدخول عدنان قديورة بديلاً لكريم زياني في الدقيقة ال68. وكاد مجيد بوقرة أن يمنح الأمريكان التقدم بسبب عدم تعامله جيداً مع عرضية أمريكية خطيرة تصدى لها مبولحي وحولها ركنية في الدقيقة ال70، و في الدقيقة ال72عاود يبدة تسديداته من بعيد لكن دون جدوى، ليتحصل غزال على كرة داخل منطقة جزاء الأمريكان في الدقيقة ال73 لكن سددها ضعيفة وكانت سهلة للحارس الأمريكي، وفي الدقيقة ال79 عاود الحارس مبولحي تألقه وتصدى لتسديدة قوية من برادلي بعد ضربة حرة على مشارف منطقة الجزاء، وظهر التعب واضحاً على لاعبي الفريقين في الخمس دقائق الأخيرة، ولم يستغل يبدة كرة مرتدة من الدفاع الأمريكي ليسددها بعيدة عن مرمى هاورد في الدقيقة ال87، وأعلن الحكم الرابع عن 4 دقائق كوقت بدل ضائع بدأت بتضييع صايفي لهدف محقق من ضربة رأسية بعد انفراده بالحارس الأمريكي وجها لوجه، ليقوم المنتخب الأمريكي بهجمة مرتدة سريعة تصدى خلالها الحارس المتألق مبولحي للكرة على مرتين لتعود إلى دونوفان الذي أودعها في المرمى معلنا تقدم منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية بهدف في الدقيقة ال91، ليصفر بعدها حكم المباراة مُعلنا فوز المنتخب الأمريكي على الخضر بهدف نظيف، وتأهلت الولاياتالمتحدةالأمريكية رفقة منتخب إنجلترا للدور الثاني. لكن مشاركة الجزائر كانت حسب آراء المحللين والتقنين جد مميزة، ولولا الخسارة أمام سلوفينيا لذهب محاربو الصحراء بعيدا في مغامرتهم المونديالية، التي أثبتت فيها بعض الوجوه الجديدة وعن جدارة استحقاقها لمكانة أساسية في تشكيلة الخضر على غرار »فواد قادير ورياض بودبوز« اللذين يعتبران من أنجح صفقات استقدام اللاعبين إلى المنتخب الوطني، ضف إلى ذلك الروح القتالية والطموح اللذان يسودان المنتخب سيمكنانه من الحضور بقوة في التظاهرات الكروية القادمة التي لن يكون تمثيله فيها شكليا إذا ما وضعنا بعين الاعتبار عامل الانسجام، الشيء الذي يعمل الطاقم الفني واللاعبون لتحقيقه، لتكون المفاجئة ربما في التصفيات وفي كأس إفريقيا المقبل بغينيا والغابون.