تقدمت الطالبتان وردة برباش وياسمين دبوز حديد برسالة لنيل شهادة الليسانس في علوم الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر بموضوع عن المناضل عبد الحميد مهري في سيرته ومواقفه من خلال بورتريه مصور، وحصلتا على تقدير جيد جدا من قبل اللجنة• الرسالة اعتمدت فيها الطالبتان على خطة تقوم على أربعة فصول بداية بتعريف البور تريه من حيث تاريخه وخصائصه ثم أسباب اختيار الموضوع الموضوعية والذاتية وترجمة لشخصية المناضل عبد الحميد مهري من حيث المولد والنشأة والدراسة والتكوين ومن حيث النضال والحياة المهنية، وخصص الفصل الأخير لمراحل إنجاز البورتريه المصور، مرحلة ما قبل التصوير ومرحلة التصوير ثم ما بعد التصوير• وعن أسباب اختيار شخصية المناضل عبد الحميد مهري، اختارت الطالبتان النزول إلى الميدان لأن هذا النوع الصحفي الإبداعي يثري الجانب التطبيقي في معارفهم بعد أربع سنوات من الدراسة وكذا لمكانة شخصية المناضل عبد الحميد مهري ودوره أثناء الثورة وبعد الاستقلال في الساحة الوطنية السياسية والإعلامية• وعن الأسباب الذاتية اعتباره قدوة لما في شخصيته من توازن وقوة وتألق ومحاولة للتعرف عليه ضمن الوسط العائلي واكتشاف أسرار نجاحه• أفردت الرسالة حيزا معتبرا لمولد ونسب ونشأة عبد الحميد مهري في الثالث أفريل 1926 بالخروب شرق الجزائر، ثم مرحلة الدراسة والتكوين على يد الشيخ عيسى بن مهيدي وهو أحد أعمام العربي بن مهيدي الذي كان قاضيا بقرية وادي الزناتي آنذاك ثم انتقال مهري إلى تونس وانتسابه إلى جامعة الزيتونة• وعن نضال عبد الحميد مهري المبكر تبرز الرسالة انخراطه وهو في ال 16 من عمره ضمن حزب الشعب الجزائري ثم توليه مسؤولية تمثيل حركة انتصار الحريات الديمقراطية في تونس• وتم تسليط الضوء على عمله السياسي والدعائي في صحافة الحزب عندما ساهم في تحرير جريدة "المنار" وجريدة "صوت الجزائر" قبيل اندلاع الثورة• تتبعت الطالبتان في البور تريه مسار عبد الحميد مهري منذ 1 نوفمبر 1954 واتصاله بالمسؤولين الكبار للثورة مثل كريم بلقاسم وعبان رمضان ومحمد خيدر عندما التحق في نهاية 1955 بالوفد الخارجي لجبهة التحرير بالقاهرة ومنها إلى عواصم عربية بتمثيل الجبهة بسوريا، لبنان، الأردن والعراق• وقد ختم مساره ضمن الحكومة المؤقتة كوزير لشؤون المغرب العربي• أفردت الرسالة صفحات أشارت فيها للمسار المهني لعبد الحميد مهري والمناصب التي تلقدها في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني ووزيرا للثقافة والإعلام عام 1979 وسفيرا للجزائر بفرنسا بين 1984 و1988 وأمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني فيما بعد• بدأت مرحلة إنجاز البور تريه بعد الاتصال بعبد الحميد مهري مباشرة مع اختتام مجلس عزاء صدام حسين، وبدأ التصوير بعدها في بيته وبتوجيه منه إلى أصدقائه بغية استجوابهم وأخذ شهاداتهم بالاستعانة بأرشيف بعض الصحف منها صحيفة "صوت الأحرار"• اعتمد البورتريه على سيناريو مصغر وامتد التصوير إلى قالمة، وقسنطينة وطبعا العاصمة في بيت المعني رفقة حفيدتيه وابنته• وخضع العمل إلى مرحلة التركيب، المونتاج والمزج ومدته الزمنية 40 دقيقة وبكاميرا sony mini dv• ويختتم البورتريه بمناقب الرجل وسيرته وأفكاره ومواقفه وبه ملحق تقني خاص بالجنيريك ومحتوى البور تريه، ولقطاته وما يتعلق بالصوت والصورة أي بالشريط كله، كما اعتمدت على صور فوتوغرافية عائلية لعبد الحميد مهري رفقة حفيداته ورفقة بعض الشخصيات السياسية المؤثرة في تاريخ الجزائر مثل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد• عموما فإن الرسالة صورة عن مجهود كبير وعميق قامت به الطالبتان وردة برباش وياسمين دبوز حديد وإشراف الأستاذ عبد العالي رزاقي من أجل إبراز القيمة النضالية والسياسية والإعلامية للمناضل الكبير عبد الحميد مهري وقد أوصت اللجنة باستنساخ هذا العمل كنموذج ليقتدي به الطلبة مثلما أشادت بمجهود الطالبتين وأثنت عليه•