أوضح أمس وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد أن النتائج التربوية التي حققتها معظم المدارس الخاصة إيجابية رغم حداثة نشأتها، وأن وزارته تصبو إلى تدارك العديد من النقائص، وتحقيق مردودية تعليمية أكبر في هذه المدارس ، وأكد وجوب مرافقة هذه المدارس لتحسين المستوى البيداغوجي بها، من خلال مساعدتها في توفير وتحسين مستوى الكتاب المدرسي في مختلف المواد الأساسية. وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، أكد في اللقاء الوطني التقييمي التشاوري، الذي جمعه أمس بمديري المؤسسات التربوية الخاصة أن وزارته توصّلت إلى تحقيق تغطية شاملة للكتاب المدرسي، بقطاع التربية سنة 2010، حيث بلغت نسبتها 100 بالمائة، وهو ما يعادل إنتاج إجمالي يقدر ب 60 مليون كتاب، وتوفير مخزون احتياطي ب 10 ملايين كتاب. و فيما يخص إشكالية "ثقل المحافظ " التي يشكو منها بعض الأولياء، أظهر من جديد وزير التربية الوطنية استعداده التام رفقة مساعديه وجميع شركائه في المنظومة التربوية، للتكفل بجدية بهذا المشكل، الذي قال عنه، أنه ظاهرة عالمية ، لا تقتصر على الجزائر فقط ، بل هي موجودة حتى في البلدان المتطورة، وفرنسا تحديدا تعاني منها منذ 50 سنة، ومازالت بصدد علاجها بما لها من إمكانيات حتى الآن. وأرجع بن بوزيد أساسا السبب الرئيسي لثقل المحافظ إلى الإصلاحات التربوية، التي قال عنها، أنها هي السبب الرئيسي لبروز هذه الظاهرة، مرجعا إياها إلى كثرة المواد مع إضافة مواد أخرى جديدة منها التربية العلمية والإعلام الآلي و الأمازيغية، وبطبيعة الحال إلى كثرة الكتب المدرسية، التي أصبحت تمنح للتلاميذ، حيث أن لكل مادة كتاب، وهذا ما لم يكن قبل الدخول في الإصلاح. ونظرا لكثرة هذه الكتب، التي أصبحت بحوزة كل تلميذ دعا وزير التربية الوطنية المعلمين والأولياء إلى مرافقة التلاميذ، وإرشادهم إلى الاقتصار على أخذ الكتب والأدوات البيداغوجية التي يحتاجونها، حسب الرزنامة اليومية في المدرسة، لتفادي الحمولة الكبيرة للمحفظة. ودعا الوزير من جهة أخرى المؤسسات التربوية الخاصة إلى احترام البرنامج الرسمي البيداغوجي المعمول به في القطاع التربوي العمومي، ولاسيما بالنسبة لإجمالي الساعات التي تُدرّس، وهي تُقدر بحوالي 34 ساعة في الأسبوع، وألحّ في نفس الوقت على ضرورة احترام، وتطبيق البرنامج البيداغوجي الرسمي في التعليم، مُنصّصا على وجوب معالجة مختلف المشاكل، التي تعاني منها هذه المدارس، ومساعدتها في مهمتها التربوية . وأوضح وزير التربية الوطنية أن هذه المدارس الخاصة تستفيد من ساعات إضافية مخصصة للأنشطة الاختيارية، لاسيما تلك المتعلقة بالنشاط اللغوي، والمصطلحات العلمية، والنشاطات الثقافية، بمعدل ثلاث ساعات أسبوعيا للطور الابتدائي، وخمس ساعات للطورين المتوسط والثانوي. وقال أمين عام وزارة التربية أبو بكر خالدي من جهته، أن في سنة 2010 تمّ استحداث 19 مؤسسة تعليمية خاصة جديدة، على المستوى الوطني، وأن عددها الإجمالي حاليا على المستوى الوطني هو 979 مدرسة، تتوزع على مستوى 16 ولاية من ولايات الوطن، وتوجد بالعصمة فقط 111 مدرسة، تتوزع على 67 مدرسة بمقاطعة الغرب، و16 مدرسة بمقاطعة الشرق، و28 مدرسة أخرى بمقاطعة الوسط . وفيما يخص دور المدارس الخاصة، في المجال البيداغوجي، أكد خالدي على ضرورة مرافقة هذه المدارس، ومساعدتها في مسعاها التربوي، الذي قال عنه، أنه يهدف إلى تحقيق مردودية علمية، ناجعة، وجيدة لفائدة التلاميذ المتمدرسين في مختلف الأطوار التعليمية، وأن وزارة التربية تتابع عن كثب المشاكل التي تعاني منها هذه المدارس وترافقها في إيجاد الحلول الناجعة للنقائص التي تعاني منها، ولاسيما منها المتعلقة بالمجال البيداغوجي .