قال وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، أمس، إن مصادرة حق تقرير مصير الصحراويين مرفوضة اليوم وأبدا، وهدّد بإلغاء خيار السلام في حال ما إذا طالت المفاوضات مع المغرب، وأشار إلى أن توريط الجزائر في النزاع حول الصحراء الغربية كلام واهي، داعيا الأممالمتحدة إلى مساعدة السكان النازحين من المدن المحتلة ومنع القوات المغربية من ارتكاب مجاز جماعية في حقهم. وصف وزير الخارجية الصحراوي في ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر التطورات التي تشهدها المدن الصحراوية المحتلة على خلفية النزوح الجماعي ب»الخطيرة«، وكشف أن عدد النازحين من النساء والرجال والأطفال وصل إلى 10 آلاف بسبب الظلم والقمع الممارس عليهم من طرف السلطات المغربية، مشيرا إلى أن الظروف التي يعيشونها في الخيم التي نصبوها على أطراف العيون، السمارة، الدخلة وبوجدور المحتلة صعبة في ظل حرمانهم من الطعام والماء. في هذا السياق، قال ولد السالك إن هناك مشادات بين القوات المغربية والسكان الصحراويين النازحين، مضيفا أن النظام المغربي فرض حصارا مشددا على هذه المخيمات، ورأى أن عملية النزوح الجماعي لسكان الأراضي المحتلة دليل قاطع على رفضهم للاحتلال المغربي. من هذا المنطلق، طالب القيادي الصحراوي منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه إقليم مصنّف ضمن المناطق الخاضعة للاستعمار. وحمّل الوزير الصحراوي المغرب مسؤولية إجهاض المجهودات الأممية لإيجاد تسوية للنزاع حول الصحراء الغربية، ليذكر بالعراقيل التي مافتئت المملكة المغربية أمام المساعي الدولية وعدم التزامه بالقرارات الأممية، موضحا تراجع العاهل المغربي محمد السادس عن ما وقع عليه الملك الراحل الحسن الثاني، واعتبر ذلك منافيا للشرعية الدولية، وأوعز التعنت المغربي إلى الدعم الفرنسي، واصفا المغرب ب»المحمية الفرنسية«. وشدد ولد السالك على ضرورة انطلاق المفاوضات بين البوليساريو والمغرب على أساس قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى إيجاد حل سياسي عادل ومقبول من الطرفين، يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، إلا أنه أشار إلى أن النظام المغربي يريد فرض منطقه ومصادرة حق الصحراويين وهو ما اعتبره »شيئا مرفوضا اليوم وأبدا«. ولم يتوقف وزير الخارجية الصحراوي عند هذا الحد بل راح يقول إن »البوليساريو لن تتراجع عن الاستقلال مهما كان الثمن«، وجاءت نظرته متفقة مع المبعوث الأممي كريستوفر روس والذي صرّح بأن الوضع في الصحراء الغربية لا يطاق، إلا أنه طالب الأممالمتحدة بتحمل مسؤولياتها انطلاقا من قراراتها الصادرة منذ سنة1960 . وجدد المتحدث التزام البوليساريو بالتعاون مع روس، وبالمقابل أوضح بالقول إنه »إذا طالت المفاوضات فسنشهد انتفاضات وتصعيد ويمكن في مرحلة من المراحل أن خيار السلام يصبح لاغيا«. وبخصوص السياسة المغربية القائمة على التضليل والتدليس بتوريط الجزائر في النزاع الصحراوي، اعتبر ولد السالك هذا المنطق منطقا استعماريا لكون الاستعمار هو الذي ينفي وجود الشعوب على غرار فرنسا الاستعمارية التي كانت تنفي وجود الشعب الجزائري وتعتبر المجاهدين قطاع طرق، واصفا التصريحات التي يطلقها مسؤولو المغرب من حين إلى آخر ب»الواهية وغير صحيحة«. واستدل المسؤول الصحراوي بالنقاش الذي شهدته اللجنة الرابعة الأممية، حيث قال إن هناك 5 دول فقط أيدت النظرة المغربية في حين أن عشرات الدول على غرار المجموعة الإفريقية ودول أمريكا اللاتينية قد دعمت حق تقرير مصير الصحراويين. وبلغة التهكم، أضاف ولد السالك أنه ربما سيأتي يوما سنطالب فرنسا بالجلوس معنا للتفاوض لكونها هي التي تشجع المغرب في تعنته وهي التي كانت وراء تقسيم الصحراء بين المملكة المغربية و موريتانيا. وعن خليفة الراحل محفوظ علي بيبا لقيادة المفاوضات، أكد الوزير الصحراوي أنه لحد الساعة لم يعلن عن رئيس الوفد المفاوض الجديد. وفيما يتعلق بقضية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود،فقد أكد القيادي في جبهة البوليساريو أنه تحت المراقبة في منطقة أمهريز وهو في تفاوض مع المنظمات الحقوقية الدولية لاختيار البلد الذي يريد السفر إليه، مشيرا إلى أن زوجته وأولاده رفضوا الالتحاق به.