طالب، أمس، مئات المحتجين الصحراويين بمخيمات اللاجئين الصحراويين، جبهة البوليساريو بالرجوع للكفاح المسلح، للرد على الهجوم العسكري المغربي على النازحين الصحراويين بالأراضي الصحراوية المحتلة يوم الاثنين الفارط، في مظاهرات عارمة أمام مقر بعثة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين بالمخيمات الصحراوية. وفي سياق آخر، دعا مركز كينيدي لحقوق الإنسان والمناضلة الصحراوية أمينتو حيدر بإجراء تحقيق عاجل في الأحداث المؤلمة التي استهدفت العزل بمدينة العيونالمحتلة. رفع المئات من الشباب الصحراوي الرافضين »للخنوع والركوع«، حسب تعبيرهم، شعارات تطالب القيادة الوطنية الصحراوية، باتخاذ »موقف أكثر صرامة لإنقاذ المواطنين الصحراويين الخاضعين للسيطرة المغربية في الجزء المحتل من الصحراء الغربية«. ووجه المحتجون رسالة إلى رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز، عبّروا فيها عن تشبّثهم بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مؤكدين أنهم على أهبة الاستعداد »لحمل السلاح والتضحية بالغالي والنفيس، في سبيل تحرير وطننا، وفك القيد عن شعبنا في المدن المحتلة من ترابنا المحتل«. من جهة أخرى، طالب المشاركون في التظاهرة، بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية »المينورسو«، بضرورة التعجيل بإنجاز مهمتها المتعثرة، أو الإعلان عن فشلها والخروج من الصحراء الغربية. وطالب المحتجون الهيئة الدولية بالتعجيل في إرسال بعثة أممية لتقصي الحقائق حول »جريمة العدوان المغربي البشعة« ضد سكان مخيم »أكديم أزيك« ومدينة العيونالمحتلة دون إبطاء، محذرين من مغبة »اللامبالاة« التي تنتهجها المنظمة الأممية في الصحراء الغربية، في وقت يقوم فيه الجيش المغربي بإبادة جماعية للشعب الصحراوي. وبعد الوقفة الاحتجاجية السلمية أمام مقر منظمة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين توجّه المتظاهرون إلى مقر رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع الوطني والوزارة الأولى للتعبير عن تجنيدهم وراء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ومطالبتها بالعودة إلى حرب التحرير الوطني كون »العدو المغربي لا يفهم إلا لغة النار والحديد«. وقد ذكر بيان سابق للبوليساريو في حصيلة جديدة للهجوم العسكري المغربي أن القتلى يعدون بالعشرات، فيما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 4500 شخص بينما لا يزال أكثر 2000 شخص في عداد المفقودين. وطالبت الحكومة الصحراوية، أول أمس، في بيان لها مجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ عشرات الآلاف من الصحراويين وإسعاف الجرحى وإحصاء الضحايا والبحث عن المفقودين وإطلاق سراح المعتقلين، وإنهاء حالة الخوف والرعب التي تسيطر على المدينة، والأراضي الصحراوية المحتلة عامة، جراء »حملات القمع والملاحقة والترهيب التي تقوم بها قوات الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين العزل«. ولدراسة التطورات الأخيرة التي تشهدها المناطق الصحراوية المحتلة، من المرتقب أن يجتمع مجلس الأمن الدولي بعد غد حسب ما أعلنته الرئاسة البريطانية الدورية للمجلس. على صعيد آخر، طالبت المنظمة الأمريكية لحقوق الإنسان مركز »ف.كينيدي« للعدالة وحقوق الإنسان، والفائزة بجائزة ذات المركز سنة 2008 المناضلة الصحراوية أمينتو حيدر، أول أمس، في بيان مشترك بإجراء تحقيق عاجل حول الاعتداء العسكري المغربي على مخيم »أكديم أزيك« شرق مدينة العيونالمحتلة. وأكد مركز »ف.كينيدي« والمناضلة الصحراوية أمينتو حيدر أن »هذه الأحداث المأساوية تبرز من جديدة ضرورة وضع آلية مكلفة بحماية حقوق الإنسان لدى بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية »مينورسو«، مشددين على أن الحكومة المغربية تتعنت في احتجاجها على حصيلة القتلى و الجرحى التي خلفها اعتداء القوات المغربية، وعبّرا عن انشغالهما إزاء غياب آلية لمراقبة حقوق الإنسان لتقديم معلومات دقيقة حول انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.