حذّر السفير الصحراوي بالجزائر، إبراهيم غالي، من أن تمادي المغرب في حملاته التعسفية وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من شأنه أن ينسف الجولة الخامسة من المفاوضات بين الطرفين، مضيفا أن ''هذه السلوكات لن تخدم الأمن ولا الاستقرار أو السلم في المنطقة''. الأمر الذي يلزم حسبه الهيئة الأممية ومجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياتهما والعمل على حمل المغرب على الانصياع للشرعية الدولية ولقراراتهما المتعلقة بتمكين الشعب الصحراوي من حق تقرير المصير. وقال السفير الصحراوي، في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر السفارة بالجزائر، إن حملة التصعيد التي ينتهجها النظام المغربي منذ ال5 أكتوبر الماضي ضد المواطنين الصحراويين الرابضين بالأراضي المحتلة والتي أسفرت عن وضع 5 نشطاء في حقوق الإنسان تحت الإقامة الجبرية بعد مصادرة كل وثائقهم الشخصية، واعتقال 7 نشطاء آخرين بعد عودتهم من زيارة عائلاتهم بمخيمات اللاجئين بتند وف، ''سينسف جهود الأممالمتحدة كما سيؤدي إلى فشل المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب في حال تمسك هذا الأخير بسياسته الهمجية''، داعيا في هذا السياق منظمة الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على إدراج مهمة مراقبة وحماية حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة ضمن مهام بعثة ''المينورسو'' التي أوكل إليها عملية إجراء الاستفتاء بالمنطقة في 1991 ليتحول عملها إلى مراقبة عملية وقف إطلاق النار بين الجانبين منذ ذلك التاريخ. كما طالب السفير الصحراوي المجتمع الدولي ومنظمات حكومية وغير حكومية بالقيام بمجهود دولي واسع من أجل الضغط أكثر على المغرب لإطلاق سراح المعتقلين الصحراويين وحماية المواطنين الصحراويين في المناطق المحتلة. واعتبر المتحدث أن ''السياسية المغربية المنتهجة اليوم بالأراضي الصحراوية المحتلة تظهر بجلاء أن النظام المغربي لم يتغير في طبيعته العدوانية والتوسعية''، و''إن ما يحاول القصر الملكي الترويج له هو أنه متفتح على الحريات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ما هو إلا ذر للرماد في العيون حتى لا يكشف للعالم حقيقته''، مؤكدا في هذا الصدد أن المواطنين الصحراويين برهنوا ولا يزالون يبرهنون على رفضهم القاطع السياسة المغربية المنتهجة، كما أنهم متمسكون بالانتفاضة السلمية والنضال إلى غاية انتزاع حقهم في حق تقرير المصير والاستقلال. وفي رده على سؤال حول رد فعل جبهة البوليساريو أمام استمرار المغرب في سياسة التحامل والتصعيد الممنهج ضد الشعب الصحراوي، جدد السفير غالي تمسك الجبهة بالحلول السلمية والتفاوض للوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الصحراوية، غير أنه لم يستبعد استعمال كل الخيارات بما فيها خيار الكفاح المسلح في حالة فشل الحل السياسي السلمي حتى يمارس الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره.