نقلت أمس صحيفة فيناشيال تايمز عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الحكومة الجزائرية تكون قد رفضت صفقة تنازل شركة»بريتش بتروليوم« عن أصول لها في الجزائر للشركة الروسية المجمع البترولي الروسي البريطاني الذي يضم »تنكا« الروسي و»بريتيش بتروليوم« البريطاني، وقررت في المقابل استعمال حق الشفعة لتعود هذه الأصول لصالح شركة المحروقات سوناطراك. حسب ما نقلته الصحيفة فيناشيال تايمز في عددها الصادر أمس، فإن الجزائر قد أبدت معارضة ورفضا للصفقة التي كان فرع »بريتيش بتروليوم« ينوي إبرامها مع المجمع البترولي الروسي البريطاني الذي يضم »تنكا« الروسي و»بريتيش بتروليوم« البريطاني، ويتنازل بموجبها عن أصول ومنشآت يمتلكها في الجزائر، وهي الصفقة التي كان قد أعلن عنها ميخائيل فريدمان، رئيس مجلس مدراء المجمع البترولي الروسي خلال زيارته إلى الجزائر شهر أكتوبر الفارط ضمن البعثة الاقتصادية التي رافقت الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، آنذاك، معربا عن أمله في أن يتقرر مستقبل أصول بريتيش بتروليوم بطريقة إيجابية، لصالح تنكا وبريتيش بتروليوم. وتكون الجزائر قررت استعمال حق الشفعة الذي ينص عليه قانون الاستثمار لتمكين شركة سوناطراك من شراء أصول شركة»بريتيش بتروليوم« التي تقدر ب3 مليارات دولار، خاصة وأن سنواطراك تمتلك جزء من هذه الأصول مع شركة «ستات أويل» النرويجية، وحسب ذات الصحيفة، فإن الجزائر تكون قد رفضت تقديم معلومات طلبتها الشركة الروسية حول حقلين للغاز هما »عين صالح« و»عين اميناس«، تمتلك فيهما »بريتيش بتروليوم« حصصا. وتسعى »بريتيش بتروليوم« لبيع أصولها في الجزائر لتغطية التكاليف التي نجمت عن الحادث الذي وقع في خليج المكسيك قبل أشهر، وعرض الشركة لخسائر فادحة، حيث وضعت الشركة مؤخراً خطة لرفع مبيعاتها من 30 إلى 40 مليار دولار، كما قرر مجلس إدارتها بيع أصول الشركة في كل من فيتنام وفنزويلا لتغطية الخسائر. تجدر الإشارة إلى أن تشارك شركة »بريتيش بتروليوم« تعمل في مشاريع الغاز مع سوناطراك و»ستات أويل« وهي من كبريات الشركات التي تعمل في التنقيب عن النفط والغاز في الجزائر، وتعمل الشركات الثلاث في مشروع مشترك في الصحراء وتقدر احتياطاته ب2.3 مليار متر مكعب من الغاز، بنسبة 35 بالمائة ل«سوناطراك» و33 بالمائة ل»بريتيش بتروليوم، و32 بالمائة ل«ستات أويل»، إلى جانب استغلال حقل «عين أميناس» الذي ينتج ما يعادل 8 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، والذي تمتلك فيه «سوناطراك» 50 بالمائة بينما تتقاسم »ستات أويل» و»بريتيش بتروليوم« ال50 بالمائة المتبقية. وكانت أصول »بريتيش بتروليوم« في الجزائر محل اهتمام من قبل كبرى الشركات النفطية في العالم وفي مقدمتها شركتي «غازبروم» و»تنكا« الروسيتين، بيد أن الجزائر وفي إطار إعادة النظر في سياسة الاستثمارات الأجنبية في الجزائر قررت شراء أصول »بريتيش بتروليوم« وهو ما لم ينكره وزير النفط يوسف يوسفي في تصريحات إعلامية سابقة عندما أكد اهتمام الحكومة بهذه الأصول ورغبتها في شرائها.