أقرت وزارة التربية الوطنية المطالعة كمادة استعراضية بالتعاون مع وزارة الثقافة، وحدّدت في نفس الوقت السنة الدراسية المقبلة موعدا لإدراج التكنولوجيات الأكثر حداثة في تسييرها الإداري والبيداغوجي، وأكدت من جديد التزامها القوي بالعمل بمشروع المؤسسة، وبعقود النجاعة، التي يلتزم بتجسيدها رئيس المؤسسة التربوية، بمساعدة السلطات المحلية التي من واجبها الإسهام في الحياة المدرسية، ومنها تمويل تعميم الأدراج المدرسية. نظمت أمس وزارة التربية الوطنية ندوة وطنية لمديري التربية بمقرها المركزي في العاصمة، تدارست فيها ثلاث ملفات هامة، إلى جانب قضايا ومواضيع أخرى متفرقة، ترأس أشغالها في جلسات مغلقة وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، الذي كان محاطا بعدد من مساعديه المركزيين، وتمّت فيها دراسة ومناقشة عددا من الملفات الهامة، ذات العلاقة الهامة بعصرنة القطاع، وتحسين أدائه. وحسب البلاغ الصادر أمس عن أشغال الندوة، الذي تلقت أمس »صوت الأحرار« نسخة عنه، فإن هذه الأخيرة سمحت بدراسة وضعية الولايات، من حيث الظروف التي ميّزت الدخول المدرسي للسنة الجارية،، لاسيما ما تعلق منها باستقبال التلاميذ، والتأطير البيداغوجي والإداري، وعمليات الدعم التي توفّرها الدولة، كما أنها وفق نفس البيان، سمحت بالوقوف على مراحل تقدّم الملفات المستكملة لإصلاح المنظومة التربوية، وتحديد برمجة خاصة لعمليات تخص الملف الهام، المتعلّق برقمنة القطاع. وحسب البلاغ، فإن وزارة التربية الوطنية حدّدت السنة الدراسية المقبلة موعدا لإدراج التكنولوجيات الأكثر حداثة في التسيير الإداري والبيداغوجي، من أجل تحقيق الأبعاد الإنسانية والمادية والمالية المُحدثة للتطور المستمرّ، وترى في هذا وزارة التربية، أنه أصبح من الحتمي على قطاع التربية الوطنية إحداث تحوير شامل لأساليب طرق التسيير الإداري والبيداغوجي الحالين لكونها وفي معظم الحالات تجاوزها الزمن، وأصبحت تقلص من الآثار الإيجابية المترتّبة عن ديناميكية الإصلاحات. ومن منظور آخر، فإن تجسيد هذه الإجراءات يعطي دفعا قويا لثمار إصلاح المنظومة التربوية، ويضمن إلى حدّ ما ظروف استكمال نجاح الإصلاح. وتدارست وزارة التربية في هذه الندوة ملفا آخر، ويتعلق بعقود النجاعة، التي يتمّ تحديدها على أساس تشخيص مدقق ومحدد لإمكانيات كل مؤسسة مدرسية، يُلزمُ فيها رئيس المؤسسة وفريقه الإداري والتربوي، وجمعيات أولياء التلاميذ بتحقيق أهداف نوعية تصبو إليها المؤسسة التربوية، وهنا قال البلاغ: يتعيّنُ على المحيط القريب الذي يشمل تحديدا السلطات المحلية) البلدية، الدائرة والولاية( أن تساهم أكثر في كل جوانب الحياة المدرسية، لتحقيق الأهداف النوعية المسطّرة. وتبعا للتعليمة المشتركة الصادرة مؤخرا بين وزارة التربية الوطنية، ووزارة الثقافة، فإن الجميع سيساهم في بطريقة فعالة في تمويل الأدراج المدرسية، التي ستُعمم على كافة المدارس الابتدائية عند الدخول المدرسي القادم، وتكون هذه خطوة أولى قبل أن تُستكمل على مستوى مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي. وبالاعتماد أيضا على هذه التعليمة المشتركة بين الوزارتين، أعلنت وزارة التربية الوطنية عن إقرارها المطالعة كمادة استعراضية وفق ما جاء في البلاغ بالتعاون مع وزارة الثقافة، وهذا قصد تنمية وتطوير المستوى الثقافي لدى التلاميذ، من خلال اعتماد نصوص الأدب الجزائري بالأساس، والتفتح على الأدب العالمي، مع العلم أنه تمّ تنصيب لجنة مشتركة بين الجانبين، كُلّفت بإعداد التدابير العملية لتحيق هذه الاستراتيجية ، التي يتعين على مديري التربية تجسيدها، عند الدخول المدرسي المقبل. إلى جانب هذا تدارست الندوة ملف تثمين الدعم البيداغوجي طوال السنة، وتعلق الأمر هنا بإعادة النظر في المقاييس التنظيمية لعمليات الدعم التربوي، خصوصا أقسام الامتحانات النهائية لمراحل التعليم الثلاث، والقصد من هذا هو ضمان الديمومة لهذا العمل على أساس مفهوم واضح، ومُوحد من طرف الجميع، وأوجبت الوزارة العناية الخاصة في تنظيم الوقت والتأطير والمنهجية والوسائل التعليمية، ومصادر التمويل. وحسب نفس البلاغ، فإن الندوة الوطنية تدارست أيضا المشاكل المتكررة عند كل دخول مدرسي، وتعلق الأمر بالتأخر في تنظيم وإعلان نتائج المسابقات المهنية لكل الأسلاك، وهنا أكد الوزير بن بوزيد أن وزارته قررت العزم على إجراء كل هذه المسابقات شهري أفريل وماي من كل سنة، كأقصى حدّ بُغية تنظيم أحسن للدخول المدرسي، وقال بهذا الخصوص، أنه سيتمّ إشعار مديري التربية بهذا عبر تعليمة، تتضمّن كل المعطيات الخاصة بالتوظيف والمناصب المالية المفتوحة في كل أطوار التعليم والغدارة