أكد، أمس، نور الدين موسى وزير السكن والعمران، أن الجزائر قامت بخطوات كبيرة في مجال السكن، لتمكين كل فئات المجتمع من الحصول على سكنات حسب مداخيلهم، وكذا حالتهم الاجتماعية، من جهة أخرى أشار الوزير إلى أن تبادل المعلومات والخبرات بين الدول العربية، حول المشاريع المنفذة للسكن منخفض التكاليف، يساعد على التعاون والتنسيق، حيث قال إنه »أصبح أملنا في عالم تحكمه التكتلات الكبرى«. أوضح نور الدين موسى في كلمة قبل تسليمه رئاسة اجتماع مجلس وزراء الإسكان العرب بالقاهرة، أن الجزائر تموّل من الخزينة العمومية بناء سكنات اجتماعية مخصصة لذوي الدخل المحدود، مشيرا إلى أن الجزائر انتهجت خطة من أجل القضاء التدريجي على مثل هذه السكنات، حيث تم تسجيل برامج سكنات اجتماعية سنويا، لإعادة إسكان العائلات القاطنة بهذه الأحياء منذ 2007، بهدف القضاء النهائي عليها مع نهاية الخماسي الجاري، مضيفا أن الجزائر بادرت ببناء مجمعات سكنية تم فيها مراعاة مبادئ التخطيط العمراني، وتستجيب لعنصر الحداثة، مع المحافظة على التراث المعماري التي تزخر به البلاد. وفي تقييمه لفترة الرئاسة الجزائرية للدورة ال 26 لمجلس التي استمرت مدة عام، أكد نور الدين موسى أنه تم قطع أشواط على مستوى توحيد الكودات العربية، لتصميم وتنفيذ المنشآت وهي أشواط في غاية من الأهمية، لأنها – حسب تصريحه- تيسر العمل البيني بين الدول العربية، وتوسع فضاءات تبادل الخبرات في مجال الهندسة المعمارية المتميزة، وذلك من خلال استغلال التجارب الايجابية وتحريك سوق مواد البناء. وبعد أن ذكّر بالندوات المتخصصة التي عقدت في إطار تنفيذ برنامج المجلس، والتي تم تطويرها لتصبح مؤتمرات دورية تعقد كل سنتين، أشار الوزير إلى مؤتمر الإسكان العربي الأول، الذي افتتح أمس، بالقاهرة، موضحا بأنه سيكون منبرا هاما، وورشة عمل سيجتهد من خلاله الفنيون والخبراء، للوصول إلى توصيات واقتراحات، وكذا أوراق عمل مفيدة، ينبغي دعمها وتثمينها، لإثراء الساحة العلمية والعملية العربية. وفي ذات السياق أكد المتحدث، أن تبادل المعلومات والخبرات بين الدول العربية حول المشاريع المنفذة للسكن منخفض التكاليف، والوقوف على أفضل الممارسات في هذا المجال، يساعد على التعاون والتنسيق، قائلا إنه »أصبح أملنا في عالم تحكمه التكتلات الكبرى«. وفي تطرقه إلى جدول أعمال الدورة، قال المسؤول الأول عن قطاع السكن، إن بنودها كلها مواضيع حساسة وهامة، خاصة وأنها تأتي قبل شهر واحد من القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بشرم الشيخ، مؤكدا أن مجلس الإسكان العربي قام بجهد كبير في متابعة توجيهات القمة الاقتصادية الأولى، ووضع برنامج تنفيذي محدد، مضيفا في ذات السياق أن المجلس أرسى آليات تعاون »فعال ومثمر« بين الدول العربية، حيث أن موضوع تبادل التجارب حول المشاريع المنفذة للسكن منخفض التكاليف، سمحت بالاطلاع عن مختلف التجارب التي نفذتها الدول العربية في هذا المجال، مما أدى إلى إقامة أواصر التعاون بينها وتعظيم الاستفادة. وأشاد الوزير في هذا الصدد، بالدراسة التي يعدها المجلس بشان الفجوة بين الاحتياجات الإسكانية، والعرض المتاح من السكن، لأنها ستمكن الدول العربية من تحديد الاحتياجات، وبالتالي تحديد اتجاهات سوق العقار والاستثمار، وصناعة مواد البناء في الدول العربية، والذي يؤدي إلى إحداث التعاون المرغوب بينها في قطاع البناء والتشييد. من جهة أخرى، تحدث موسى عن البند الخاص بالكوارث الطبيعية التي لها انعكاسات سلبية على قطاع الإسكان والتعمير، والتي ستتضاعف نتيجة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم قائلا إنه يصعب التصدي لها بأسلوب فردي، مجددا تأكيد الجزائر على ضرورة الإسراع في استكمال الخطوات العملية والإجراءات اللازمة لتفعيل المركز العربي، للوقاية من الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى، علما وأنه تم التوقيع على النظام الأساسي من طرف 14 دولة عربية والتصديق عليه من قبل 6 دول.