يلتحق صباح اليوم تلاميذ المدارس والمتوسطات والثانويات بمقاعدهم الدراسية، بعد إنهائهم للعطلة الشتوية، التي استغرقت 15 يوما، وكلهم حيوية واستعدادا لاستئناف السداسي المتبقي من السنة الدراسية الجارية، وفي الوقت الذي خصص فيه جزء هام من التلاميذ عطلتهم للدراسة الإضافية بأقسام الدعم المدرسي، فإن وزارة التربية نفسها كثّفت من نشاطاتها وجهودها الإضافية خصوصا إزاء الولايات ال 14، التي حققت مردودا بيداغوجيا ضعيفا في السنة المنصرمة. أظهرت وزارة التربية الوطنية منذ بداية السنة الدراسية الجارية انشغالات كبيرة بشأن النتائج البيداغوجية الضعيفة التي سجّلتها 14 ولاية، في الامتحانات الوطنية الرسمية للسنة الدراسية المنصرمة، وأحاطت هذه الولايات بمتابعات ميدانية خاصة، من أجل التوصل إلى معرفة الأسباب الحقيقية التي تسببت في ذلك. ومثلما تعلم مديريات التربية بهذه الولايات المتعثّرة، وكافة مكونات الأسرة التربوية والأولياء بها، فإن وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد نفسه أظهر اهتماما خاصا بواقع التربية الوطنية في هذه الولايات، وأمر عددا من مساعديه السامين بالوزارة، بالانتشار عبر هذه الولايات، والعمل على بحث الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه النتائج غير المرضية. وتطبيقا لتعليمات وزير التربية الوطنية، ما تزال هذه الجهود متواصلة، فبعد معاينة الأوضاع بولايتي المسيلة وباتنة، حلّ يوم الأربعاء الماضي بولاية الأغواط، وفد هام من المسؤولين المركزيين الأساسيين، يقودهم الأمين العام للوزارة أبو بكر خالدي، من أجل مواصلة مهمة التقصّي والتشاور مع السلطات المحلية. وفي هذا الإطار أصدرت وزارة التربية الوطنية بيانا، تلقت »صوت الأحرار« نسخة منه أول أمس، أكدت فيه أن هذه المهمة تستهدف تعميق تشخيص الوضع، خصوصا على ضوء مؤشرات النوعية، التي تشكل القاعدة الموضوعية، التي تُقام عليها برامج الهمل الخاصة بكل ولاية. وقال البيان أن وزارة التربية الوطنية نصّبت لجانا مختلطة، تضمّ ممثلين من الوزارة، والسلطات المحلية، ومختلف الشركاء، على غرار جمعيات أولياء التلاميذ، وذلك قصد تدقيق تحليل العلاقة بين النتائج المحققة والوسائل المسخّرة، ومن ثمة استخلاص عمليات المعالجة المناسبة، من خلال برنامج يرتكز على محورين اثنين: الأول حسب البيان يخص جوانب مستعجلة، وذات أولوية، ويتمثّل في وضع سلسلة من الإجراءات المرافقة لتلاميذ أقسام الامتحانات الوطنية الرسمية )امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، امتحان شهادة التعليم المتوسط ، وامتحان شهادة البكالوريا(، وتنحصر هذه الإجراءات في تنظيم الدعم والمعالجة البيداغوجية تنظيما محكما، من حيث توزيع المواقيت، والتأطير، والمنهجية، والوسائل التعليمية، والتمويل الداخلي والخارجي. أما المحور الثاني، فيخص تحضير الدخول المدرسي في شتى جوانبه، ذات الصلة بالهياكل، وتنظيم التعليم، والتقييم البيداغوجي، ودعم الدولة للتمدرس. وفي سياق نفس الجهود المبذولة لتحقيق نفس الهدف، فإن وزارة التربية الوطنية كانت نصّبت مؤخرا المفتشية العامة للبيداغوجيا، ومهمتها حسب نفس البيان، تندرج في سياق هذه الديناميكية، وخصوصا ما يدخل منها في إطار اللجان البيداغوجية الوطنية، التي ستتولى عملية تقييم تدريس المواد الأساسية، من رياضيات ولغة عربية، وغيرهما في كل أطوار المسار الدراسي الابتدائي والمتوسط والثانوي. وقالت الوزارة، أن مجمل هذه البرامج ستكون محل متابعة عن كثب من طرف نفس اللجنة الوزارية، والمفتشية العامة للبيداغوجيا، فيما يخصها من نشاط، تحت إشراف وزير التربية الوطنية نفسه، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى حسر الاتجاه السلبي للنتائج المسجلة بهذه الولايات، والشروع في تحقيق أجود مردود بيداغوجي.