اختارت وزارة المالية مكتب المحاماة »شيرمان أند ستيرلينغ« من بين 10 مكاتب محاماة وبنوك، لتقييم فرع أوراسكوم تيليكوم ومرافقتها في عملية الشراء، مقابل 2.15 مليون دولار، على أن يستكمل المكتب عملية تقييم سعر »جيزي« في السوق خلال مدة زمنية لن تتجاوز 100 يوما، ومعلوم أن مكتب»شيرمان أند ستيرلينغ« سبق وأن رافق الحكومة في عدة عمليات تحكيم دولية لعل أهمها نزاع شركة سوناطراك مع مجمع ريبسول وغاز ناتيرال الاسبانيين سنة 2007 بشأن مشروع قاسي طويل. حسب البيان الصادر عن وزارة المالية أمس فإن العرض الذي تقدم به مكتب »شيرمان أند ستيرلينغ« تحصل على أكبر عدد من النقاط، 98 نقطة من أصل 100 نقطة، 58 نقطة من 60 بالنسبة للعرض التقني و40 نقطة من 40 بالنسبة للعرض المالي، من بين 10 مكاتب وبنوك أعمال تقدمت للمناقصة التي أعلنت عنها الوزارة في نوفمبر الفارط، مؤكدا منح الصفقة مؤقتا لمكتب »شيرمان أند ستيرلينغ« »أل أل بي فرنسا«، وحدد آجال 10 أيام للطعن في هذا القرار بالنسبة لبقية المكتتبين. وقدم مكتب»شيرمان أند ستيرلينغ« عرضا ب2.15 مليون دولار لتقييم فرع أوراسكوم تيليكوم في الجزائر وتحديد قيمته الفعلية في السوق ومرافقة الحكومة في عملية الشراء، كما اقترح المكتب مدة 100 يوم للانتهاء من عملية التقييم أي أكثر من 3 أشهر، وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي ستتعامل فيها الحكومة مع مكتب »شيرمان أند ستيرلينغ« الذي يحظى بسمعة دولية، حيث سبق وأن رافق الحكومة في عدة إجراءات تحكيم دولية، لعل أهمها نزاع شركة سوناطراك سنة 2007 مع المجمع الاسباني ريبسول وغاز ناتيرال حول مشروع قاسي طويل، والذي كان التحكيم الدولي فيه لصالح الجزائر، ومعلوم أن رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم القابضة كان أعلن اللجوء إلى التحكيم الدولي بشأن تحديد سعر بيع »جيزي«، وهو ما يجعل اختيار مكتب »شيرمان أند ستيرلينغ« من وجهة نظر الخبراء اختيارا صائبا خاصة في حال الذهاب إلى التحكيم الدولي حيث أثبت المكتب قدرته في هذا المجال. ومن بين المكاتب التي تقدمت للمناقصة »أر أس أم« التونسي بعرض مالي بمبلغ 58ر6 مليون دولار ومجموعة روتشيلد ب55ر12 مليون دولار وكوتور-مالي-بريفوست-موصل-أل أل بي » الأميريكي ب8ر1 مليون أورو و»رونيسونس كابيتال« البريطاني ب36ر14 مليون دولار و»أش أس بي سي« ب19ر8 مليون دولار و»سويكور« السعودي ب38ر6 مليون اورو و» غرون تورنتون« ب6ر3 مليون اورو و» غلوبال انفستمنت هوس« الكويتي ب43ر10 مليون دولار، و»غوتز بارتنارس« الألماني ب 82ر8 مليون اورو، حيث قدرت قيمة العروض المالية بين 8ر1 مليون اورو و 8ر10 مليون اورو، بينما تراوحت الآجال بين شهرين على غرار العرض الذي تقدم به مكتب »أر أم أس« و6 أشهر على غرار عرض »روتشيلد«. وكانت الجزائر أكدت على لسان أكثر من مسؤول، تمسكها باستعمال حق الشفعة الذي يخوله لشراء جيزي، بعدما أعلن المسؤول الأول عن الشركة الأم أوراسكوم تيليكوم القابضة نيته في بيع الشركة بسبب الصعوبات المالية التي يواجهها، وبعد أن دخل في مفاوضات مع شركة »أم تي أن« الجنوب افريقية السنة الماضية وهي الصفقة التي رفضتها الجزائر، وقالت إنها لن تعترف بها، ونفس المصير عرفه الاتفاق الذي أبرمه ساوريس للاندماج مع المجمع الروسي فمبيلكوم نهاية السنة الماضية والذي تزامن مع الزيارة التي قادت الرئيس الروسي إلى الجزائر والتي سعى خلالها لإقناع السلطات الجزائرية بقبول الصفقة. ويصف الخبراء وحدة جيزي بأنها جوهرة التاج في مجموعة أوراسكوم تيليكوم القابضة وتمثل أهم نسبة من الإيرادات لهذه الأخيرة وهو ما جعل الإقبال على عروض شرائها كثيرة. إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم القابضة للصحافة المصرية أمس الأول إمكانية الوصول إلى تسوية لقضية بيع جيزي قبل نهاية الشهر، وهو ما يثير التساؤل باعتبار أن الآجال التي حددها مكتب المحاماة تزيد عن 3 أشهر.