ينتظر سكان بني عمران "غرب بومرداس" بشغف موعد المعرض الوطني للزيتون و زيت الزيتون المنتظم ببلدتهم في هذه الفترة من كل سنة حيث يتم اغتنام الفرصة لإعادة الاعتبار و إبراز ما تشتهر به من محصول الزيتون ومشتقاته وزيت الزيتون و العسل على وجه الخصوص. و أكد بلقاسم أيت ميمون أحد شعراء المنطقة لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش اختتام هذا المعرض "حرص" أهالي المنطقة على تنظيم هذه الفعالية التي تأتي بغرض تثمين و إبراز المنتجات الزراعية بالمنطقة خاصة منها الزيتون وزيت الزيتون و العسل. إلى جانب ذلك يتوخى سكان المنطقة و المنظمين من التظاهرة "خلق ديناميكية" إنتاجية في هذه الشعبة الفلاحية الهامة و توفير فضاءات للتسويق و تشجيع غرس أشجار الزيتون لتحديث و توسيع حظيرة الزيتون و بالتالي تكثيف الإنتاج و خفض الأسعار. كما يتم بالمناسبة و من خلال هذه التظاهرة التي يعمل على نجاحها السكان إعادة إحياء التقاليد المرتبطة بحملة جني الزيتون حيث تقوم- بالتوازي مع هذه الفعالية - ربات البيوت بإعداد مأدبة عشاء تقليدية تتضمن كل أنواع الزيتون و مزدانة بلحم الدجاج. فيما تقوم كذلك عائلات أخرى بإعداد "سبعة أطباق من المأكولات التقليدية" في المائدة الواحدة يدعى إليها أفراد العائلة و الأقارب و الجيران معبرين بذلك حسب أحد قدامى المنطقة- على "الخير الوفير" المنتظر قدومه طيلة السنة الأمازيغية الجديدة. إقبال كبير على المعرض الوطني للزيتون و زيت الزيتون استقطب المعرض الوطني لإنتاج الزيتون و زيت الزيتون ببني عمران على مدار الثلاثة أيام التي استغرقها أعدادا كبيرة من الزوار قدرها المنظمون بما يزيد عن 2000 زائر يوميا من داخل وخارج الولاية. وأفادت مديرة المصالح الفلاحية بلعقبي وردية بأن هذه الفعالية استقطبت على وجه الخصوص العائلات من ربوع الولاية و من الولايات المجاورة بغرض اقتناء ما يحتاجونه من المحاصيل الزراعية الحيوية المعروضة بأسعار وصفت بالمعقولة. وعبر عدد من زوار المعرض عن رضاهم "نوعا ما" عن الأسعار التي عرضت بها مختلف المنتجات خاصة منها زيت الزيتون التي تداولت بأسعار تتراوح ما بين 650 و 750 دج و 800 دج حسب النوعية. وفي هذا الصدد أكد عدد من العارضين بأنهم سوقوا كميات معتبرة من منتجاتهم من الزيتون و زيت الزيتون إضافة إلى منتجات أخرى كالعسل و التين خلال ثلاثة أيام من العرض حيث استنفذ عدد منهم كل مخزوناته. يذكر أن هذه التظاهرة التي انطلقت الخميس الماضي و اختتمت أمس السبت بالمركب الجواري للبلدية عرفت مشاركة ما يزيد عن 60 عارضا من مختلف ولايات الوطن. و تضمنت الفعالية المنظمة من طرف الغرفة الفلاحية بالتعاون مع المصالح الفلاحية وبلدية بني عمران أجنحة متنوعة لعرض وبيع مختلف أنواع الزيتون و مشتقاته وزيت الزيتون والعسل وأخرى خاصة بالمعاصر العصرية و التقليدية. وخصصت أجنحة أخرى لإبراز مختلف الأطباق التقليدية الشعبية المشهورة التي يتم إعدادها بالزيتون و بزيت الزيتون و أخرى لمنتجات العسل و الصناعات التقليدية المحلية. يذكر أن إنتاج هذه المادة الغذائية الحيوية - الذي لا يزال متواصلا - يعرف هذا الموسم تراجعا محسوسا حيث أن الكمية المنتظر جنيها من الزيتون تناهز 93.000 قنطار مقابل نحو 114.000 قنطار سنة 2015. و نتيجة لذلك تترقب ذات المصالح تحقيق انخفاضا "محسوسا" في محصول زيت الزيتون حيث ينتظر أن يصل إلى 567.000 لتر مقابل نحو مليوني لتر السنة الماضية.