تجددت المظاهرات الغاضبة في أنحاء مصر رغم إعلان الرئيس المصري حسني مبارك إقالة الحكومة، ورغم الانتشار المكثف لقوات الأمن والجيش بينما خلفت المظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف في محافظات عديدة، عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقد قاد صحفيون ومحامون مئات المصريين المحتجين الذين تجمعوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس لمطالبة الرئيس مبارك بالتنحي ومحاكمة رموز النظام من بينهم الصحفي والنائب السابق مصطفى بكري ورئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين. وردد المتظاهرون "ارحل ارحل" وهم يتجمعون في ميدان التحرير في ظل تواجد الجيش الذي نشر في المدينة لتهدئة الوضع، وردد المحتجون »سلمية سلمية«. وانتشرت قوات الجيش المنتشرة في الشوارع وعند المواقع الحساسة ومن بينها محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي حاول المتظاهرون اقتحامه. وفي الساعات الأولى من صباح أمس السبت، تحدى المحتجون حظر التجول الذي أعلنه مبارك بصفته الحاكم العسكري وتدفقوا بالمئات إلى ميدان التحرير مرددين هتافات تطالب بالتغيير، ومؤكدين أن الخطاب لا يلبي الطموحات لأن الحكومة الجديدة ستتشكل من نفس الرموز المتهمة بالفساد. وقد بدأ الجيش منذ مساء أول أمس،يسيطر على الوضع، فيما ظلت الحرائق مشتعلة في مقر الحزب الحاكم وبعض المؤسسات الأخرى والدخان يتصاعد إلى السماء. كما سجلت حالة من الانفلات الأمني في ميدان التحرير،إلى جانب مناوشات بين لصوص حضروا لنهب المحلات التجارية مسلحين بالأسلحة البيضاء والعصي، ومتظاهرين شكلوا دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة. وكشفت صور القاهرة في صبيحة الاحتجاجات حجم الدمار وسيارات الشرطة المحترقة وما تعرضت له العديد من المنشآت العامة والخاصة وكان أكثرها تضررا المقر الرئيس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حيث أُحرق المبنى ونهبت محتوياته. وقالت مصادر في القاهرة،إن أعمال التخريب التي وقعت قام بمعظمها كثير من المشبوهين والمساجين الذين فروا من أقسام الشرطة. وتحدث شهود عن نهب أحد متاجر كارفور في القاهرة. وقد ألقت قوات الجيش القبض على مجموعة من ضباط الأمن حاولوا نهب بعض محتويات المتحف الوطني بمساعدة بعض المتظاهرين. ورغم فرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس منذ الليلة ما قبل الماضية وحتى صباح أمس لم يلاحظ أي التزام بهذا الحظر. وجددت القوات المسلحة في بيان لها دعوتها إلى ضبط النفس والتزام حظر التجول، فيما ناشدت قوات الجيش المتظاهرين بالابتعاد عن منطقة مبنى الإذاعة والتلفزيون وسط القاهرة. وكانت المظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة، ظهر أول أمس تحت شعار جمعة الغضب، تلبية لدعوة المحتجين الذين أطلقوا تحركاتهم منذ يوم الثلاثاء الماضي، 25 جانفي الحالي، الذي يوافق عيد الشرطة، بهدف المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية، ما لبثت أن تطورت إلى مطالبة بتغيير النظام الحاكم. ويأتي ذلك فيما عادت خدمة الهواتف الجوالة إلى الخدمة جزئيا أمس في عدة مدن مصرية بعد توقفها يوم أمس بعد أن تعطلت طيلة أول أمس بناء على أوامر السلطة المصرية حسب ما ذكرته شركة فودافون في مصر.