أكد زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي عزمه العودة إلى بلاده اليوم الأحد ضمن وفد من اللاجئين والمنفيين العائدين يضم ثلاثين شخصية وذلك بعد أن حصل على جواز سفره من السفارة التونسية في لندن. وفي تصريح له، قال الغنوشي -الذي عبر عن سعادته بالعودة لوطنه بعد 22 عاما في المهجر- إنه ممتن لدماء الشهداء ولعذابات المناضلين الذين فتحوا طريق النصر والحرية وطريق العودة. وشدد الغنوشي على أن عودته إلى تونس حق طبيعي للتعبير عن شعوره كإنسان لديه الحنين للوطن وللإسهام في عملية التحول الديمقراطي إلى نظام حر وعادل ومستقل. ونبه الغنوشي في حديثه إلى أن الدكتاتور سقط لكن الدكتاتورية لا تزال باقية، مما يستدعي تضافر جميع الجهود الوطنية للقيام بعمل إيجابي يساعد في بناء مجتمع العدل والحرية. ورفض الغنوشي استبعاد حركته من العملية السياسية لأن حركة النهضة التي أفرزها الواقع التونسي تعبر عن حاجة الشعب إلى هويته، وإلى أن يكون دينه الإسلامي هو الذي يؤطر مطالب العدل ومطالب الحرية. وأكد عزمه مواصلة العمل السياسي والثقافي والاجتماعي في صفوف الشعب وليس على مستوى الحكم أو المنصب السياسي، مشيرا إلى أن أعضاء حركته الذين يصغرونه سنا هم الذين سوف يشاركون في إدارة البلاد نحو حكم عادل ومقبول. وعلى صعيد قيادته لحركة النهضة، قال الغنوشي إنه لا يزال رئيسا للحركة استنادا إلى آخر مؤتمر، لكنه أشار إلى أنه وبعد انعقاد المؤتمر القادم للحركة -بعد عام أو أقل- سوف يعفي نفسه من هذه المهمة كما وعد في المؤتمر السابق. وجاءت تصريحات الغنوشي على هامش احتفال أقامته حركة النهضة أول أمس الجمعة في مقر النادي الفلسطيني بلندن بمناسبة انتصار الثورة التونسية وإزاحة زين العابدين بن علي عن الحكم، ووداع الغنوشي العائد إلى الوطن.