دعا دافيد بيرس سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، الحكومة الجزائرية إلى تعميق التغيير الديمقراطي والتعجيل باتخاذ المزيد من الإصلاحات السياسية، محذرا من امتداد ثورة الشارع العربي إلى الجزائر التي اعتبر أنها ليست في منأى عن تيار التغيير السائد حاليا في المنطقة العربية. قال السفير الأمريكي بالجزائر خلال ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة بمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية، »إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تأمل في أن تتخذ الجزائر إجراءات سلمية أخرى من شأنها المساهمة في تعميق التغيير الديمقراطي، بعد الإجراءات »الإيجابية« التي تم اتخاذها مسبقا، وثمن بيرس قرار رفع حالة الطوارئ الذي وصفه بأنه إجراء جد إيجابي، مضيفا أن الجزائريين يتطلعون إلى مزيد من الحرية والديمقراطية، مبديا رغبة واشنطن في أن يعزز قرار رفع حالة الطوارئ بإجراءات إيجابية أخرى كفتح فضاءات جديدة أمام المجتمع المدني وممارسة حرية التعبير والتجمع. وبعد يوم واحد من استقباله من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وجه السفير الأمريكي رسائل تحذير صريحة إلى السلطات الجزائرية في ظل الحراك الذي يطبع الساحة العربية منذ أشهر وما يميزها من موجة انتفاضات شعبية أدت إلى سقوط بعض الأنظمة العربية، مؤكدا أن الجزائر غير محصنة من موجة التغيير الحاصلة الآن في العالم العربي، مشيرا أن »النقاشات الجارية في الجزائر حول هذا المسار هي أكبر دليل على ذلك«، ودعا السفير الأمريكي إلى اتخاذ المزيد من الإصلاحات السياسية وفتح قنوات النقاش مع المجتمع والاستماع إلى انشغالاته، كما دعا الحكومة إلى التعجيل بالإصلاحات السياسية، لتجنب امتداد ثورة الشارع العربي، مؤكدا أن مصلحة الجزائر تستدعي الإسراع في طرح هذه الإصلاحات السياسية، واعتبر السفير الأمريكي الذي عمل بالجزائر لنحو ثلاث سنوات »أن الإصلاحات ستحقق أهدافها حين يتم اتخاذها في الوقت المناسب بكل شفافية وجدية وبشكل سلمي« وهي الشروط التي شدد على أن توفيرها بات أمرا ضروريا من أجل تعميق التغيير الديمقراطي في الجزائر. وتحاشى السفير الأمريكي الكشف عن فحوى ما دار من نقاش بينه وبين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خلال زيارة الوداع التي أداها له يوم الأربعاء بمناسبة انتهاء مهامه، معرجا على الحديث عن حصيلة عمله في الجزائر التي أكد أنه حرص خلالها على تعميق العلاقات الثنائية بين الجزائروواشنطن، من خلال تعميق مجالات التعاون بين البلدين، حيث أشار أنه حرص على تكثيف الزيارات بين المسؤولين الجزائريين والأمريكيين، وقال بيرس »إن الولاياتالمتحدة ترى في الجزائر بلدا يجب أن يحظى باهتمام خاص بالنظر إلى نفوذه وأهميته في المنطقة«.