مبادرة جميلة تلك التي قام بها الطاقم التربوي لمدرسة محمد محبوب اسطنبولي بوسكول سابقا ببوزريعة يوم 30 جوان الماضي حيث تم تكريم التلاميذ الأوائل على مستوى كل الأقسام بالإضافة إلى التفاتة طيبة مست المعلمين الذين أمضوا 32 سنة من حياتهم في التعليم، ورغم بساطة الحفل إلا أن الفرحة كانت بادية على كل الوجوه. من المفارقات الغريبة حقا أن تبادر، بل تصر مؤسسة تربوية على تكريم تلاميذها النجباء والمعلمين الذين أفنوا حياتهم في التعليم رغم الانعدام التام لأية إمكانيات، في حين تكون نهاية السنة الدراسية عادية وعادية جدا ويمر اليوم الأخير مرور الكرام بالنسبة لمدراس أخرى لديها من الإمكانيات ما يكفي لتكريم جميع التلاميذ ومعلميهم دون استثناء، ومع ذلك لم تبادر ولو بمجرد التفاتة صغيرة تجاه التلاميذ النجباء الذين تحصلوا على نتائج إيجابية مشرفة جدا، وحتى أولئك الذين اجتازوا امتحان شهادة التعليم الابتدائي ونجحوا فيه بامتياز. أما بالنسبة لمدرسة محمد محبوب اسطنبولي (بوسكول سابقا) الكائنة بحي أرحاب محمد ببوزريعة، فالأمر مختلف، فرغم مشكل انعدام الإمكانيات وغياب أدنى شروط العمل بهذه المؤسسة التربوية إلا أن الطاقم التربوي أبى إلا أن يكون يوم اختتام السنة الدراسية مميزا بالنسبة للتلاميذ النجباء على مستوى جميع الأقسام التعليمية وكذلك أوليائهم ، حيث نظمت إدارة هذه المدرسة يوم 30 جوان حفلا تكريميا أصرّ فيه المدير يونس بوجبل أن يقدم للتلاميذ الأربعة الأوائل في كل قسم جائزة، وفي كل مرة ينادي فيها على تلميذ نجيب يدعو وليّه للتقرب واستلام الجائزة لمنحها لابنه النجيب، وتخلّل عملية تسليم الجوائز تنظيم عدة نشاطات من مسرحيات وأوبرات وكذا تجويد القرآن الكريم ورقصات تقليدية وعصرية وغيرها• وبدا المتمدرسون الذين نشطوا هذا الحفل في حلة زاهية يرتدون ملابس تقليدية جميلة وإكسسوارات مختلفة، زادت إبداعاتهم جمالا ورونقا، صفق لها جميع الحاضرين بساحة المدرسة• وإلى جانب التلاميذ النجباء قامت الأسرة التربوية بهذه المدرسة بمبادرة خاصة كرّمت فيها عددا من المعلمين الذين أمضوا 32 سنة من حياتهم في ممارسة مهنة التعليم• ويتعلق الأمر بالمعلمات فطومة بوجبل، عربوش فاطمة الزهراء، عليليش دليلة، عليان سعيدة، كسيلي رزيقة، وكذا المعلم عبد الرحمان زكري، وحارس المدرسة عبد القار خلوف، كل هؤلاء أفنوا شبابهم في تعليم أجيال بأكملها وأحيلوا على التقاعد دون أية التفاتة مهما كان حجمها أو شكلها من طرف المسؤولين على قطاع التربية والمشرفين عليه• ولعّل أكثر ما يلفت الانتباه في هذه المدرسة هو افتقارها للكثير من الضروريات حتى المطعم غير متوفر، وكأن الأمر يتعلق بمؤسسة تعليمية بمنطقة نائية بأحد أرياف الجزائر رغم أنها تقع بحي شعبي أغلب سكانه يقطنون في سكنات قصديرية تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الصحية• وفي هذا الإطار أكدت لنا إحدى المعلمات بمدرسة بوسكول أن معظم المتمدرسين بها ينتمون إلى عائلات فقيرة وبعضها معدمة تلجأ خلال فصل الشتاء إلى التدفئة البدائية حيث يأتينا تلاميذ ليس لهم لا محافظ ولا كراريس ولا مآزر وهناك حالات اجتماعية يصعب التعامل معها.•