شهد خط الترامواي الرابط بين حي الموز وبرج الكيفان إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الراغبين في التعرف على هذه الوسيلة الجديدة، وقد أوضح عدد من المواطنين ل » صوت الأحرار« أن هذا المشروع سيخفف من معاناتهم اليومية، معربين عن ارتياحهم لشكل العربات الحضاري، واحتواءها على مكيفات هوائية. شهد حي الموز، أمس، حركة غير عادية مع الساعات الأولى للصباح، حيث تجمهر حشد كبير من المواطنين في تمام الساعة العاشرة صباحا، لمشاهدة بدايات تشغيل الترامواي الذي طالما انتظره المواطنون. ورغم بعض الظروف التي حالت دون إعطاء الوزير عمار تو الضوء الأخضر لإطلاق الترامواي، إلا أن المواطنين أصروا على البقاء إلى غاية مشاهدة هذا الأخير وهو يجوب حيهم باتجاه برج الكيفان. وبعد تأخير دام ساعة تقريبا، حيث كان يفترض أن يتم التدشين في تمام الساعة الحادية عشرة و13 دقيقة، لكنه تم في تمام الساعة منتصف النهار و 11 دقيقة بسبب عطل في الكهرباء، رافق عدد من الصحفيين وزير النقل عمار تو على متن الترامواي، وكان المواطنون قد هرعوا إلى إحدى العربات لتجريبها، وكان عددهم كبيرا إلى درجة أنهم تراصوا فيما بينهم، من أجل المشاركة في هذا الحدث. عربات الترامواي التي كنا بها تميزت بشكلها الجذاب والمتناسب مع مواصفات المدن العصرية، وقد أضفى لونها الأزرق ومكيفات الهواء التي كانت تشتغل خلال الرحلة جوا من الارتياح رغم كثرة عدد الركاب وارتفاع درجة الحرارة خارجا. طلاب من جامعة مستغانم يحضرون التدشين ولدى اقترابنا من المواطنين صادفنا الدكتور بلقاسمية نور الدين وهو أستاذ بجامعة مستغانم الذي أكد لنا أنه قد أحضر معه أكثر من 60 طالبا في الماستر بقسم الهندسة المدنية ليشاركوا في عملية التدشين ويطلعوا على تقنيات الترامواي، وقد أوضح لنا الدكتور بلقاسمية أنه وبحكم تخصص في تقنيات النقل بإحدى الجامعات الألمانية، لا يجد أي فرق بين تقنيات الترامواي التي شاهدها في ألمانيا وتلك التي وقف عليها اليوم في ترامواي الجزائر العاصمة، واعتبر المتحدث أن هذا المشروع يعد بمثابة مكسب عظيم ذلك أن كافة الدول تعول على تطوير النقل الجماعي وخاصة الترامواي الذي يتمتع الذي توفر على عدة مواصفات، وتمنى المتحدث أن يحافظ المواطنون على هذا المكسب، كما نصح مكاتب الدراسات بأن تأخذ عرض الطرقات بعين الاعتبار للتمكين من إنشاء الترامواي. الترامواي سيخفف معاناتنا اليومية أما بعض المواطنين الذين قابلناهم في الترامواي فقد أعربوا كلهم عن ارتياحهم، مؤكدين أن هذا المشروع سيسهم في التخفيف من معاناتهم اليومية، فهو أولا سيقلص من ساعات انتظارهم في صفوف الازدحام اليومي، وثانيا سيجعلهم يربحون وقتا أكثر، وقال لنا أحد المواطنين أنه وبدل أن يخرج يوميا على الساعة الخامسة صباحا ليلتحق بمكتبه في تمام الساعة الثامنة، فإنه سيكسب بعض الوقت بفضل الترامواي وسيخرج في تمام الساعة السابعة صباحا. حملة تحسيسية للحفاظ على الترامواي وبهدف الحفاظ على هذا المكسب، أفادت مصادر مطلعة أنه قد تم إطلاق حملة تحسيسية بهدف إشراك سكان ضواحي باب الزوار و برج الكيفان في المحافظة على التراموي، وهذا على مستوى المؤسسات التربوية بهدف توعية التلاميذ بأهمية الترامواي الذي يعد وسيلة نقل عملية وغير ملوثة، وقد تم منذ أيام نشر ومضات إشهارية عبر قنوات التلفزيون والإذاعة من أجل إسداء نصائح للراجلين وسائقي السيارات للابتعاد عن الخط عند مرور التراموي وعدم لمس الكوابل الكهربائية. بعد ربع ساعة تقريبا من انطلاق الترامواي من حي الموز وصلنا إلى برج الكيفان، وهناك ألقى الوزير كلمة بمناسبة التدشين، كما تحدث أيضا كل من بيار غولو المسؤول بشركة »ألستوم « الفرنسية التي أشرفت على إنجاز هذا المشروع، ممثل عن شركة» حداد«، المدير العام لمؤسسة ميترو الجزائر، المدير العام لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري، وعقب التدشين عدنا أدراجنا عبر الترامواي الذي كنا نلاحظ كلما مررنا من إحدى محطاته إقبال المواطنين والعائلات علي تجريبه، بل عن هناك من أحضر أولاده ليشهدوا هذا الحدث.