أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول أمس الجمعة استقالة المبعوث الأمريكي للسلام بالشرق الأوسط جورج ميتشل، وعين نائبه ديفد هيل ليخلفه في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن استقالة ميتشل ستصبح سارية المفعول في العشرين من الشهر الجاري. وأوضح أوباما في بيان أن ميتشل اشترط قبل توليه منصبه ألا تزيد مهمته عن عامين، وأن استقالته جاءت بعد مرور نحو عامين ونصف عام على بدء عمله. وأكد أن الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة بالسلام في الشرق الأوسط. ووصف أوباما ميتشل بأنه »واحد من أرقى موظفي الخدمة العامة الذين أنجبتهم أمتنا«. وقال إن هيل سيعمل كمبعوث مؤقت. وأضاف »أثق تماما في قدرة ديفد على مواصلة تحقيق تقدم في هذا الجهد المهم«. وكان ميتشل أوضح -في خطاب استقالة مقتضب- أنه عمل في هذا المنصب أكثر من عامين، وهي المدة التي كان يعتزم قضاءها في المنصب أصلا، مشيرا إلى أن استقالته ستكون سارية المفعول يوم الجمعة المقبل. وأضاف ميتشل -في رسالة نشرها البيت الأبيض- »أنا على ثقة بأن هذا سيوفر الوقت الكافي لانتقال سلس وفعال«. يذكر أن ميتشل سعى منذ تعيينه في منصبه في 22 جانفي 2009 مع بداية تولي إدارة أوباما، إلى إحياء مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وقام بعدة مبادرات قادت إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكنها سرعان ما عادت للجمود مرة أخرى. وشغل ميتشل عضوية مجلس الشيوخ عام 1980 عن ولاية ماين، وأعيد انتخابه عام 1988، حيث حصل آنذاك على نحو 81% من الأصوات، وهي أكبر نسبة يحصل عليها مرشح في تاريخ الولاية. وفي عام 1989 أصبح ميتشل زعيما للأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وشغل هذا المنصب إلى أن تقاعد من المجلس عام 1995. وفي العام التالي قاد ميتشل مفاوضات السلام في إيرلندا الشمالية، بناء على طلب من حكومتيْ المملكة المتحدة وإيرلندا، وأسفرت جهوده التي استمرت عامين، عن التوصل إلى اتفاق تاريخي أنهى صراعا داميا بين الجانبين امتد لعدة عقود. وتتزامن استقالة ميتشل مع زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن يوم الجمعة المقبل، وذلك بعد يوم واحد من كلمة سيلقيها أوباما في وزارة الخارجية الأمريكية عن الأوضاع في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني الجمعة الماضية إن أوباما سيلقي الخميس المقبل كلمة عن الأحداث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والسياسة الخارجية في المنطقة. وأشار كارني إلى أن »الأشهر الأولى من هذه السنة شهدت أحداثا كثيرة في المنطقة، ومن الواضح أن لدى الرئيس -كما أعتقد- بعض الأمور المهمة ليقولها عن نظرته إلى الثورة، وكيفية مقاربته للرد الأميركي على الأحداث في المنطقة«. وأضاف أن كلمة أوباما ستكون شاملة، وستتطرق إلى كل ما حصل في المنطقة منذ جانفي الماضي. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اقترحت في أفريل الماضي مقاربة جديدة للسياسة الأمريكية في المنطقة، كما دعت إلى استئناف الحوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، معتبرة أن هذا الحوار بات »ضرورة ملحة« بعد تزايد الثورات القائمة في العالم العربي.