أدانت طرابلس زيارة مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي الأحد إلى بنغازي شرق ليبيا، وفي حين يبحث الاتحاد الأوروبي تطورات الأزمة الليبية وسبل الخروج منها، طلب المجلس الوطني الانتقالي دعم السنغال خلال قمة الاتحاد الأفريقي حول ليبيا يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في أديس أبابا. ووصفت اللجنة الشعبية الليبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزارة الخارجية) الزيارة التي قامت بها كاثرين أشتون ب»اعتراف بكيان غير شرعي«، مضيفة أن الزيارة تستهدف تقسيم ليبيا، وهذا مخالف لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 1970 و1973 اللذين يؤكدان على »وحدة ليبيا وسلامة أراضيها«. وأكدت اللجنة أن هذه الخطوة ستؤثر على علاقات »الجماهيرية العظمى« بعدد من دول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، معتبرة أن الدور الحقيقي الذي يجب أن يضطلع به الاتحاد هو المساهمة في البحث عن حل سلمي، يحقن دماء الليبيين ويعزز وحدة ليبيا وسلامة أراضيها. ووعدت أشتون -وهي أعلى مسؤول يزور بنغازي- الثوار الليبيين باستمرار دعم الاتحاد الأوروبي لهم خلال زيارتها التي شهدت تدشين مكتب تمثيلي للاتحاد. وأكدت أن الاتحاد سيواصل تقديم الدعم للثوار طالما أراد منه الليبيون ذلك. وعلى الصعيد الأوروبي أيضا، سيدرس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي السبل الكفيلة بتحقيق تقدم في ليبيا في وقت تظهر خلافات في وجهات النظر بينهم حول إستراتيجية الخروج من الأزمة. وسيبحث الوزراء عن طرق إحراز تقدم يسمح بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الثوار والعقيد معمر القذافي يتضمن انسحاب الكتائب تمهيدا للدخول في حوار سياسي. وفي هذا الشأن قال دبلوماسي إن الدول الأعضاء أقل إجماعا حاليا على وجوب تنحي القذافي قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار أو إطلاق محادثات سياسية، لكن يبدو أن قادة الثوار لن يبدلوا موقفهم في هذه المسألة. وفي موضوع منفصل أعلنت السنغال الأحد الماضي أن المجلس الوطني الانتقالي طلب دعمها خلال القمة التي يعتزم الاتحاد عقدها حول ليبيا اليوم و غدا الأربعاء في أديس أبابا. وقالت الرئاسة السنغالية في بيان إن رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل طلب خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس عبد الله واد دعمه، مؤكدا أن الحكومة الليبية المقبلة ستحترم العلاقات الطيبة مع الاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية، ومتعهدا بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأفريقية. وأضافت الرئاسة السنغالية أن واد رد على عبد الجليل بالقول إن مواقفه من الأزمة الليبية يمليها فقط تقديره لمصلحة القذافي والشعب الليبي وأفريقيا، مشيرا إلى أنه سيدافع عن هذه المواقف في أديس أبابا. وكان الرئيس السنغالي اقترح الخميس الماضي عقد مؤتمر وطني موسع في ليبيا يتولى إعداد دستور جديد للبلاد وتنظيم انتخابات بإشراف الثوار الذين وصفهم ب»المعارضة التاريخية والمشروعة«. وفي موضوع ذي صلة، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي شرع أمس في زيارة لتركيا تستمر يومين. وفي غضون ذلك قالت الحكومة التونسية أمس إن رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم موجود في تونس وربما يكون انشق على الزعيم الليبي معمر القذافي. ولم يصل وزير الخارجية التونسي إلى حد تأكيد تبدل ولاء غانم الذي تحول مكان وجوده إلى لغز منذ أن قالت المعارضة الليبية ومصدر أمني تونسي الأسبوع الماضي إن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط انشق على القذافي. ونفت الحكومة الليبية يوم الخميس الماضي هروب غانم، وقالت إنه يقوم برحلة رسمية إلى الخارج تشمل تونس وأوروبا ومصر. لكن وزير الخارجية التونسي المولدي الكافي قال خلال زيارة للعاصمة اليابانية طوكيو إنه يعتقد ويشك أن غانم -الموجود في جزيرة تونسية صغيرة في جنوب البلاد- ترك ليبيا، وإنه لم يعد يعمل بعد الآن مع نظام القذافي وربما لهذا السبب أتى إلى تونس.