واشنطن تطالب القذافي بالتنحي ومغادرة البلاد شدّدت الخارجية الأمريكية أمس من لهجتها تجاه الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث صرّح مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فلتمان، أن على العقيد أن يتنحى ويغادر ليبيا، فيما تعتزم فرنسا نشر طائرات هليكوبتر قتالية في ليبيا لتستخدمها في هجمات التحالف الغربي ضد القوات الليبية الحكومية . وفي بيان صدر عن الخارجية الأمريكية بمناسبة الزيارة التي يقوم بها فلتمان إلى بنغازي معقل المعارضين، أكدت أن "الولاياتالمتحدة مصممة على حماية المدنيين الليبيين وترى أن على القذافي أن يتنحى ويغادر البلاد"، وكان ذات المسؤول قد وصل ليلة الأحد إلى الاثنين إلى بنغازي والتقى صباح أمس مسؤولين في المعارضة المسلحة، وأضاف ذات البيان أن زيارة فلتمان دليل آخر على الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للمجلس الوطني الانتقالي "المحاور الشرعي وذي المصدقية للشعب الليبي". من جهة أخرى أشارت صحيفة "لوفيغارو" إلى أن 12 طائرة مروحية شحنت إلى ليبيا على متن السفينة الحربية "تونير" في 17 ماي الجاري في مسعى لتكثيف الهجمات على القوات الليبية وكسر الجمود في القتال الدائر هناك منذ ثلاثة أشهر بين مع المعارضة المسلحة، ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله أن استخدام المروحيات من على متن "تونير" أحد سبل الاقتراب أكثر من الأرض، ورفض متحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية تأكيد صحة التقرير لكنه قال أن السفينة المعنية يمكنها حمل طائرات مروحية . يذكر، أنه يتم حتى الآن استخدام طائرات مقاتلة وصواريخ كروز فقط في الحملة العسكرية التي يقودها "الناتو" بليبيا منذ مطلع أفريل الماضي، ذات الصحيفة أكدت نقلا عن مصادر مطلعة أن استخدام مروحيات مقاتلة "هو الطريق للوصول إلى البر"، وأوضحت أنه بتلك الطريقة ستزيد فرص التفوق العسكري للمعارضة أمام قوات القذافي، كما أشارت إلى أن الهدف من استخدامها هو الوصول إلى التفوق على قوات القذافي بحلول نهاية جويلية المقبل، وذلك قبل حلول شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة الذي قد يزيد من صعوبة المهمات العسكرية في ليبيا. وتدعم فرنسا وبريطانيا وغيرهما من الدول الأوروبية المعارضة الليبية، حيث كانت الطائرات الفرنسية أول طائرات تقصف قوات القذافي في مارس الماضي بعد قرار الأممالمتحدة الذي أجاز التدخل لحماية المدنيين، ويرفض عدد كبير من دول حلف الأطلسي تجاوز قرار الأممالمتحدة بفرض حظر جوي على ليبيا رغم ضغط فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة التي تريد تنحية القذافي عن السلطة. وساهمت الحملة الجوية في تقليص قدرة القوات الحكومية على مهاجمة المعارضة لكن تقدم مقاتلي المعارضة توقف أيضا، وطبقا لمصدر "لوفيغارو" فإنه يمكن للقوات الفرنسية الخاصة العاملة في ليبيا لتحديد الأهداف التي يمكن لطائرات الحلف أن تقصفها منذ بدء الهجمات الجوية، أن تعزّز وتنشر لتوجيه هجمات المروحيات، ويقول محلّلون أن حلف شمال الأطلسي ربما لا يكون أمامه خيار سوى تصعيد حملته الجوية في ليبيا واستخدام المروحيات ونيران البحرية لإنهاء حالة الجمود في الموقف العسكري. وفي الوضع الميداني تواصلت المعارك بين المعارضة وقوات الزعيم الليبي ضواحي غرب وجنوب مدينة مصراتة، حسبما أكده شاهد عيان أمس، أضاف أن دوي الانفجارات يسمع من منطقة الميناء، فيما صرّح متحدث باسم المعارضة لوكالة "رويترز" أن قوات القذافي تحاول التقدم من الغرب تحت غطاء من القصف بصواريخ غراد وقذائف مورتر تجاه مصراتة التي شهدت بعض أشرس المعارك منذ بدء الأحداث منتصف فيفري الماضي. من جهة أخرى أدانت السلطات الليبية زيارة مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إلى بنغازي أول أمس الأحد، ووصفت اللجنة الشعبية الليبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي التابعة لوزارة الخارجية، الزيارة التي قامت بها أشتون بأنها اعتراف بكيان غير شرعي، مضيفة أن الزيارة تستهدف تقسيم ليبيا، وهو ما يخالف قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 1970 و1973 اللذين يؤكدان على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.