أعلن كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج حليم بن عطا الله، أمس، بوهران أن الحكومة تعكف على بلورة إستراتيجية شاملة وللمدى الطويل من أجل تحسين التكفل بأفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج. وأوضح بن عطا الله في تصريح للصحافة على هامش زيارة العمل إلى ولاية وهران أن هذه الإستراتيجية ستأخذ بعين الاعتبار جميع انشغالات وتطلعات الجالية وإدماجها ضمن الإصلاحات التي تعكف الدولة على تجسيدها في جميع المجالات. وقال كاتب الدولة أن الإستراتيجية التي يجري الإعداد لها تحتاج إلى تشخيص عميق للوضعية العامة لجاليتنا بالمهجر مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف أوضاعها وتنوع متطلباتها، مضيفا أن العملية تحتاج إلى تكملة مسار الاتصال مع جميع أعضاء الجالية المتواجدة في مختلف البلدان. وفي سياق تطرقه إلى ضرورة التقرب من الجالية الوطنية بالخارج وتكثيف الاتصال مع أعضائها أكد عطا الله أن تأسيس مجالس ممثلة لفئاتها بالخارج أمر مهم لكنه يحتاج لوقت كاف لتجسيد هذه العملية بشكل مناسب، مستبعدا في نفس الوقت إجراء انتخابات لهذا الغرض. كما أشار كاتب الدولة من جهة أخرى أشار إلى الهبوط الحر الذي شهدته ظاهرة الهجرة السرية في الفترة الأخيرة مؤكدا أنه لم يتم تسجيل أية حالة خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية فيما تم إحصاء عدد قليل من الحالات شهر أفريل الماضي. وأعتبر أن تراجع هذه الظاهرة يعود إلى جملة الامتيازات التي حظي بها الشباب مؤخرا في مجال الشغل والتحفيزات المتنوعة لخلق النشاطات والمؤسسات المصغرة لفائدة هذه الفئة. وأكد بن عطا الله أن كثيرا من اقتراحات الجالية المقيمة بالخارج كانت جد مفيدة في تحسين ظروف الاستقبال بالموانئ والمطارات. واعتبر الاقتراحات والتوصيات التي توجت بها مختلف اللقاءات التي جمعته بممثلي الجالية الجزائرية بالخارج في المدة الأخيرة كانت إيجابية إلى حد كبير وساهمت في توجيه حسن للأعمال والتدابير التي تم اتخاذها من أجل ضمان شروط استقبال أفضل للعائلات التي تفضل قضاء عطلها في موطنها. وأشار كاتب الدولة إلى أن هذه اللقاءات التي ستتواصل مستقبلا ستبرمج خلال فصل الشتاء وذلك من أجل تقييم الوضعية العامة لظروف الاستقبال خلال موسم الصيف والعمل على تقويمها والوقوف عند مواطن الضعف المسجلة في هذا الإطار من قبل أفراد الجالية مبرزا أن مصالحه تستند على هذه المقاربة لتجسيد الإصلاحات المرجوة. وذكر أيضا أن هذه المقاربة مكنت من تحقيق مكاسب عديدة في ميدان تحسين ظروف استقبال أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج الأمر الذي اتضح خلال زيارته لكل من مرافق الاستقبال ببجاية ووهران. وأوضح بن عطا الله من جهة ثانية "أن المغترب الجزائري يمثل بالنسبة إلينا سائح أولوي ولذلك يجب تكثيف الجهود وتعزيز التدابير التي تعمل دائما وبصفة مستمرة على تحسين ظروف استقباله. كما عرفت جلسة العمل التي ضمت ممثلي مصالح الجمارك وشرطة الحدود ومؤسستي ميناء وهران وتسيير مصالح مطارات الغرب وشركتي الخطوط الجوية الجزائرية والنقل البحري للمسافرين طرح عديد الانشغالات المتعلقة بمجال شروط الاستقبال خاصة في فصل الصيف. وتم بالمناسبة التطرق إلى ثقل إجراءات عبور المسافرين ومشكل تأخر الرحلات إلى جانب مسألة بطء عملية استلام الحقائب في موسم الصيف الذي يشهد ضغطا كبيرا على مطارات وموانئ البلاد جراء توافد أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج والسياح الأجانب.