كشف كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج السيد حليم بن عطا الله أمس، عن الإستراتيجية الوطنية للتكفل بالجالية الجزائرية بالمهجر، تتضمن سلسلة إجراءات الهدف منها الاستجابة لانشغالاتها، وأعلن من جهة أخرى عن انطلاق المشاورات معها بغرض إنشاء المجلس الاستشاري للجالية، وذلك قبل نهاية السنة الجارية. التقى كاتب الدولة المكلف بالجالية أمس بمقر وزارة الخارجية، بممثلي وسائل الإعلام الوطنية للكشف عن نتائج المجلس الوزاري المصغر المنعقد الأسبوع الماضي، برئاسة الوزير الأول السيد احمد اويحيي، بغرض مناقشة الإستراتيجية الوطنية الرامية الى التكفل بالجالية الوطنية بالخارج، المقدر عددها حسب الإحصائيات الرسمية وبناء على عدد المسجلين في القنصليات والسفارات ب7,1 مليون مواطن. وتحدث السيد بن عطا الله عن قناعة لدى السلطات العمومية، بضرورة وضع سياسة شاملة تعني بالجالية الوطنية بالمهجر، واعتبر انعقاد مجلس وزاري مصغر الأسبوع الماضي برئاسة الوزير الأول السيد احمد اويحيي، أحد أوجه الاهتمام الذي توليه السلطات العمومية لهذا الملف، وقدم في هذا السياق نتائج الاجتماع التي تتلخص في تنفيذ عدة عمليات، تأخذ في الحسبان معالجة مشاكل الجالية، ووضع إطار تشاور بين السلطات العمومية والجمعيات التي تعني بالجالية. وأشار السيد بن عطا الله، إلى أن الوزير الأول وافق على وضع استراتيجية خاصة بالجهاز التنفيذي على المدى الطويل، تتكفل بأوضاع الجالية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذا تطلعات النخبة والكفاءات. وأوضح أن هذه الإستراتيجية ستكون نقطة انطلاق لمشاورات مع الجالية الوطنية بالمهجر، وذلك قصد بلورة تصور مشترك حول كيفية الاهتمام بكافة انشغالاتها من جميع مناحي الحياة. وقصد إنجاح هذه المشاورات سيتم عقد سلسلة لقاءات وحوارات مباشرة، وكذا عن طريق استغلال وسائط إعلامية منها الانترنت والتلفزيون. وستنصب هذه المشاورات حول الملفات التي تشغل بال الجالية، وتنتظر من السلطات العمومية معالجتها. كما ستسمح تلك المشاورات باستكمال مشروع إنشاء مجلس وطني للجالية، وبهذا الخصوص، أوضح أن الحوار حول هذا الملف لن ينطلق من العدم بل سيأخذ في الحسبان التجارب السابقة، في إشارة إلى الودادية الجزائرية بأوروبا. وحول هذا المجلس الذي تأخر إنشاؤه، ذكر السيد بن عطا الله أن المشاورات التي سيتم إطلاقها ستسمح بتحقيق تقدم في هذا الشأن، كونه يشكل أولوية بالنسبة للحكومة، وتوقع أن يتم تشكيله قبل نهاية السنة الجارية. وضمن الإستراتيجية الحكومية أيضا أكد كاتب الدولة المكلف بالجالية بالخارج، أنه سيواصل سلسلة الزيارات التفقدية الى عدد من الدول، وسيتنقل في المستقبل القريب الى كل من اسبانيا وايطاليا وألمانيا وانجلترا وعدد من دول الخليج، للتباحث مع الجالية هناك حول مشاكلها وانشغالاتها. وعلى صعيد آخر، كشف السيد بن عطا بأن المقاربة الحكومية الجديدة تتضمن أيضا الاهتمام بالجانب الثقافي لما له من تأثير مباشر على تعزيز الروابط بين الجالية والبلد الأم، وفي هذا السياق تقرر خلال المجلس الوزاري المصغر تنفيذ عدة عمليات على المستوى القريب، ويتعلق الأمر بمشروع مشترك مع وزارة التربية الوطنية يخص الدارسة عن بعد، حيث يشمل تعليم اللغة العربية والامازيغية، وذلك استجابة لرغبة عبرت عنها الجالية المتواجدة بأوروبا على وجه الخصوص. كما سيتم تعزيز دور المدرسة الدولية الجزائرية بباريس من خلال إعطائها المزيد من الإمكانيات، كما سيتم فتح مدارس أخرى خارج العاصمة الفرنسية، وفتح مركز ثقافي بالعاصمة البريطانية لندن بالنظر إلى أهمية الجالية هناك. وبخصوص عملية تأطير الكفاءات الوطنية بالخارج، أعلن السيد بن عطا الله عن مشروع جديد حُظي بموافقة الوزير الأول السيد احمد اويحيى، يقضي بإنشاء شبكة وطنية تجمع هذه الفئة، وأضاف أن وزارة التعليم العالي ستشرف على المشروع وستبادر الصيف القادم بتنظيم أكاديمية لتلك الكفاءات. وتوقع كاتب الدولة أن تساهم هذه الشبكة في خلق إطار يجمع الأدمغة الجزائرية، ومن ثمة تمكينها من المساهمة في الحركية التنموية في البلاد. وعلى صعيد آخر، أثار المتحدث موضوع نقل الجثامين إلى الجزائر، وأكد أن الشركة الوطنية للتأمين ستتكفل بنقلها وستقوم بعملية تحسيس لدى الجالية، بغرض اطلاعها على كافة التدابير المتخذة في هذا الشأن. وفي موضوع آخر، رفض سفير الجزائر السابق في بروكسل تقديم تفاصيل حول عدد الجزائريين المرحلين من دول أجنبية. لكنه أشار إلى أن عددا معتبرا من الرعايا الجزائريين، عبروا عن رغبتهم في العودة، خاصة أولئك الذين يقيمون منذ سنوات بطريقة غير قانونية. وأوضح أن الظروف المعيشية الصعبة وتعقيدات الحصول على بطاقة الإقامة، دفع بهؤلاء لطلب العودة إلى البلد الأم.