وصف سيف الإسلام القذافي التقدم الميداني الذي تحققه المعارضة المسلحة بأنه »انتصار وهمي« مكذبا كل الروايات التي تتحدث عن قرب سقوط العاصمة طرابلس في يد هؤلاء الذين أكدوا من جانبهم انطلاق عملية »تحرير« العاصمة بانتفاضة بدأت من داخلها وبتنسيق مع حلف شمال الأطلسي. وفي كلمة مسجلة بثها التلفزيون الحكومي الليبي قال سيف الإسلام إن قوات العقيد الليبي معمر القذافي تحقق انتصارات كبيرة على الأرض وإن »الشعب الليبي لن يرفع الراية البيضاء«، مكذبا كل الروايات التي تتحدث عن قرب سقوط طرابلس أو سقوط مدن ليبية أخرى في يد الثوار. وفي المقابل أعلنت المعارضة المسلحة أن عناضرها أصبحوا يسيطرون على عدد من أحياء طرابلس بينها تاجوراء ومنطقة سوق الجمعة بعد معارك أسفرت عن سقوط أكثر من مائة قتيل، فضلا عن اعتقال 35 من كتائب القذافي. ومن جهته أكد محمد عبد الرحمن نائب المنسق العام لائتلاف السابع عشر من فبراير انتشار تحركات الثوار في مختلف أنحاء مدينة طرابلس وفق خطة بدأ إعدادها منذ أسابيع. وقد نقلت وكالات الأنباء سماع دوي انفجارات شديدة وتبادل إطلاق نار كثيف وسط العاصمة. لكن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أكد أن القوات الموالية للقذافي تسيطر على الوضع بعد مواجهات وصفها بأنها صغيرة مع مسلحين في مناطق بطرابلس. ونقل عن المتمردين أن قواتهم بدأت عملية »تحرير« العاصمة طرابلس بانتفاضة من داخلها، بعد أن حققوا بعض المكاسب الميدانية فيها، في حين أكدت الحكومة الليبية أن طرابلس »آمنة تماما«. ودعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل »ثوار طرابلس، مع بدء معركة تحريرها، إلى حماية الممتلكات والتوافق من أجل الحسم«، مؤكدا أن »الثوار يحاولون التقليل من الخسائر في صفوف الليبيين«. كما تعهد عبد الجليل بعدم الملاحقة القانونية إلا لمن كان سببا في قتل الليبيين أو من تورط في نهب الأموال. وقال إن »الثوار يمدون أيديهم لكل من عمل مع القذافي ولم يتورط في تلك الجرائم«، على حد تعبيره. أما الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم فقال إن العاصمة طرابلس »آمنة« وكتائب العقيد القذافي تسيطر عليها. وخلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الليبية اعترف إبراهيم بتسلل عدد من الثوار إلى بعض المناطق في المدينة. وقال إبراهيم إن العناصر الأمنية التابعة لنظام القذافي اعتقلت مقاتلين أجانب في صفوف الثوار، لافتاً إلى عدم قدرة المعارضين للقذافي على الاستمرار في القتال لنقص الإمدادات وسقوط خسائر بين صفوفهم.