جددت طائرات حلف شمال الاطلسي، غاراتها على وسط طرابلس ليل الجمعة السبت خصوصا على المنطقة التي يسكن فيها العقيد معمر القذافي، فيما رفضت ايطاليا على لسان وزير الخارجية فرانكو فراتيني، أي إجراء للعفو عن العقيد الليبي معمر القذافي، بعد أن عرضت فرنسا إمكانية بقاءه في ليبيا شريطة عدم ممارسته السياسة، إذا ما قبل بالتنحي، مؤكدًا أن الأمر يرجع إلى الليبيين. وأفادت مصادر اعلامية أن سبعة انفجارات عنيفة على الاقل هزت وسط العاصمة الليبية ليل الجمعة السبت. ودوت الانفجارات خصوصا في المنطقة التي يقيم فيها القذافي بوسط طرابلس، وقد سبق واستهدفتها العشرات من غارات الحلف الاطلسي منذ بداية التدخل العسكري الدولي في ليبيا. واثر هذه العملية، اعلن التلفزيون الليبي في خبر عاجل، استنادا الى مصدر عسكري ان الحلف الاطلسي قصف - مواقع مدنية في العاصمة - واعلن ان مدينة طرابلس نعرضت لغارات الناتو. وقبل ذلك نفى النظام الليبي تصريحات تفيد ان المتمردين نفذوا الخميس عملية في طرابلس استهدفت عددا من اعيان النظام بمن فيهم سيف الاسلام، نجل العقيد القذافي. ونقلت مصادر اعلامية، عن المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم في مؤتمر صحفي: "لم يقع اي هجوم"، مؤكدا ان المعارضة بصدد خسارة المعركة في شرق البلاد وجنوبها الغربي وانهم يحاولون رفع معنوياتهم بهذه الاكاذيب عن انتصارات صغيرة، على حد قوله. وقد اعلن علي العيساوي مساعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي احد ممثلي المتمردين الليبيين، أمس الأول، في روما في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان رجاله نفذوا الخميس عملية في طرابلس استهدفت عددا من اعيان نظام العقيد معمر القذافي اسفرت عن اصابة بعضهم بجروح خطيرة. من جانبه، واصل الحلف الأطلسي غاراته الجوية دعما للمتمردين وخصوصا في ضواحي زليتن على بعد 150 كلم شرق طرابلس حيث اسفرت معارك عنيفة عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلا و126 جريحا في صفوف المتمردين هذا الاسبوع. وأعلن الحلف الأطلسي في بيان له أمس، انه دمر الجمعة مستودعا عسكريا ودبابتين وبطاريتين مضادتين للطيران وآلية مدرعة قرب زليتن، بينما استهدفت غارات اخرى قرب البريقة مستودعا واربعة اليات مصفحة. فيما اتهمت السلطات الليبية حلف شمال الاطلسي بقتل ستة مدنيين في غارة على مصنع لانابيب - النهر الصناعي العظيم - جنوب مدينة البريقة النفطية، في هجوم ندد به العقيد معمر القذافي في رسالة الى مجلس الامن الدولي. وقال مدير عام شركة النهر لتصنيع الأنابيب والانشاء عبد الحكيم الشويهدي ان ستة حراس قتلوا في هذا الاعتداء، واضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الليبية الرسمية ان حلف الناتو قصف الجمعة مصنع البريقة لتصنيع انابيب النهر الصناعي العظيم الذي يعتبر اكبر مصانع لانتاج الانابيب الخرسانية في العالم. من جهتها، رفضت ايطاليا على لسان وزير الخارجية فرانكو فراتيني، أي إجراء للعفو عن العقيد الليبي معمر القذافي، بعد أن عرضت فرنسا إمكانية بقاءه في ليبيا شريطة عدم ممارسته السياسة، إذا ما قبل بالتنحي، مؤكدًا أن الأمر يرجع إلى الليبيين. وقال فراتيني: أعتقد أن المجتمع الدولي لا ينبغي أن يجتهد في وضع إجراء لإفلات معمر القذافي من العقاب، فهذا سيكون من الخطأ، موضحًا خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماعه بروما مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الليبي المعارض، علي العيساوي، أن القرار يرجع لليبيين. ورأى رئيس الدبلوماسية الإيطالية أن هذه القضية جادة وترتبط بمذكرة الاعتقال الدولية، الا أنه أشار إلى أن -ليبيا ليست من بين الدول الموقعة على نظام روما الأساسي، الأمر الذي يتطلب الامتثال لقواعد المحكمة الجنائية الدولية، بما فيها مذكرات التوقيف، حسب مصادر إعلامية. وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أعلن الأربعاء الماضي أنه بإمكان العقيد الليبي البقاء داخل الأراضي الليبية، بعد تنحيه بشرط الابتعاد عن السياسة. وجاء ذلك بعد يوم من تصريح لوزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه قال فيه إن "العد التنازلي بدأ" لتنحي العقيد الليبي معمر القذافي عن السلطة، بالرغم من الرفض الذي يبديه الأخير في التعاطي مع الدعوات بالتنحي حتى بعد مضي خمسة أشهر على انطلاق الاحتجاجات ضد نظام حكمه.