أُخضعت مصر مجددا إلى أحكام قانون الطوارئ، الذي علق العمل به في أعقاب نجاح الثورة، بعد اقتحام متظاهرين مصريين للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، وإتلافهم محتوياتها. وأعلن وزير الإعلام المصري أسامة هيكل، في مؤتمر صحافي أعقب اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء، تفعيل قانون الطوارئ بدعوى الحفاظ على الدولة وهيبتها. وأشار هيكل إلى إجراءات، وصفها ب»الرادعة«، اتخذتها السلطات المصرية لمواجهة التظاهرات والاحتجاجات. وجدد هيكلا التزام بلاده ب »كافة الاتفاقات الدولية، وبتأمين كافة البعثات الدبلوماسية«. وخولت السلطات الحاكمة في مصر أجهزة الأمن باتخاذ »ما يلزم من إجراءات قانونية، وكافة الصلاحيات، للحفاظ على الأمن«، وفق هيكل، الذي قال إن »مصر تتعرض لمحنة حاليا«. يأتي ذلك في أعقاب ليلة من أعمال العنف، قضى خلالها 3 متظاهرين نحبهم، وأصيب فيها 1049 آخرون، لدى تصدي قوات الأمن لاقتحامهم مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة. واعتبرت إسرائيل اقتحام المتظاهرين للسفارة انتهاكا للأعراف الدولية، داعية الحكومة المصرية إلى التوقف عند الحادثة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن »الاعتداء على السفارة الإسرائيلية خطير، ويمس بنسيج العلاقات السلمية بين البلدين، ويعتبر انتهاكا سافرا للأعراف الدولية«. بيد أن نتنياهو بدا متمسكا بمعاهدة كامب ديفيد للسلام، وأكد - للإذاعة الإسرائيلية التزام إسرائيل بمعاهدة السلام. وتنوي تل أبيب إعادة السفير الإسرائيلي إلى القاهرة، بعد أن غادرها على متن طائرة عسكرية فجر السبت. وقال نتنياهو إن السلطات الإسرائيلية والمصرية تضعان ترتيبات أمنية لحماية السفير وطاقمه عند عودتهم إلى القاهرة. ...وتشدد إجراءات الأمن على رحلات نيويورك وتل أبيب قامت سلطات مطار القاهرة أمس بتشديد الإجراءات الأمنية لفحص ومتابعة حقائب وركاب الرحلات المتجهة إلي نيويورك والمدن الأوروبية في الذكري العاشرة لأحداث 11 سبتمبر والتي تم اختطاف طائرات مدنية لضرب مباني ومواقع أمريكية . صرحت مصادر أمنية بالمطار بأنه رغم أن الإجراءات الأمنية مشددة بالفعل في قاعات المطار إلا أن قيادات الأجهزة الأمنية تواجدت في المواقع منذ الصباح لمتابعة عمليات فحص وتفتيش الركاب والأمتعة خاصة علي الطائرات المتجهة إلي الجهات السابقة تحسبا لأية محاولات لتنظيم القاعدة لإحياء الذكري أو الثأر لمصرع قائدها كما تم تشديد الإجراءات علي رحلة إيرسينا المتجهة إلي تل أبيب خاصة بعد التطورات الأخيرة بشأن السفارة الإسرائيلية ومحاولة اقتحامها من الغاضبين . وفي نفس السياق أكد خبراء الطيران تكبد صناعة النقل الجوي لخسائر فادحة في أعقاب أحداث سبتمبر وحدوث تغييرات في صناعة هياكل الطائرات ووضع خطط واستعدادات أمنية بمبالغ مالية طائلة تحملتها شركات الطيران لمنع تكرار محاولات استخدام الطائرات في أعمال إرهابية . ويقول عبد العزيز فاضل رئيس شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية إن الشركات المصنعة للطائرات بدأت فور أحداث سبتمبر بوضع تصميم جديد لأبواب كبائن الطائرات لمنع أية محاولات لاقتحامها بالقوة كما تم تعديل هذه الأبواب في كل الطائرات العاملة وقتها ما كبد شركات الطيران تكاليف كبيرة، كما أنفقت الشركات مبالغ طائلة في تطوير أجهزة الفحص والكشف بالأشعة في المطارات ووضع خطط أمنية وزيادة رجال الأمن علي الطائرات وتدريبهم بشكل مستمر ما زاد من تكلفة الطيران ومصروفات شركات الطيران. الوكالات