المشير طنطاوي يرفض استقالة رئيس الحكومة عصام شرف أكدت مصر التزامها بتأمين جميع البعثات الدبلوماسية، بعد اقتحام محتجين السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وذلك في بيان للمجلس العسكري أمس الذي أكد أيضا على تطبيق كل بنود قانون الطوارئ الساري العمل به منذ 30 سنة. وكان المجلس في وقت سابق من ذلك قد رفض استقالة عصام شرف بعد مطالب جماهيرية في مسيرة أول أمس. قال بيان صدر في أعقاب اجتماع مشترك للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومجموعة الأزمات في الحكومة أن ''مصر تؤكد التزامها الكامل باتفاقياتها الدولية بما في ذلك تأمين كافة البعثات الدولية'' الدبلوماسية. وأضاف البيان الذي تلاه وزير الإعلام أسامة هيكل بثه التلفزيون المصري أنه تقرر ''تطبيق كافة بنود قانون الطوارئ'' الساري في مصر منذ أكثر من ثلاثين عاما للحفاظ على الأمن ومواجهة ''خروج عن القانون''. ويحظر قانون الطوارئ الذي أعلن عنه عقب اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات في أكتوبر 1981 القيام بتظاهرات. وكان إلغاؤه من مطالب ''ثورة 25 يناير'' التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك.. وسبق هذا التطور تقدم رئيس الحكومة عصام شرف باستقالته إلى المجلس العسكري بعد أن طالبه المتظاهرون، أول أمس، بذلك، إلا أن المجلس العسكري رفض الاستقالة. وتعد هذه هي المرة الثانية التي يقدم فيها الدكتور عصام شرف استقالته ويرفضها المجلس العسكري. وكانت القاهرة قد شهدت أحداثا في المنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية بميدان الجيزة، حيث تم انتزاع العلم الإسرائيلي من شرفة السفارة بالطابق ال,20 وذلك بعد صعود مجموعة من الشباب إلى واجهة العمارة ووضع بدلا عنه العلمان المصري والفلسطيني. وعندما وصل العلم الإسرائيلي إلى الأرض تم دهسه بالأقدام ثم حرقه وسط هتافات أكثر من 5 آلاف متظاهر. وقد سبق إنزال العلم بعد اقتحام الجدار العازل للسفارة الإسرائيلية والذي بلغ طوله ما يقرب من 700 متر وارتفاعه 5 أمتار. ثم تطورات الأحداث بشكل سريع عندما استطاع مجموعة من الشباب اقتحام شقة بالبناية التي تتواجد بها السفارة الإسرائيلية، واكتشفوا أنها مقر تخزين وثائق السفارة، وقام الشباب بإلقاء المستندات من شرفة الشقة. بينما أكد حسن عيسى، مسؤول إدارة الشؤون الإسرائيلية بوزارة الخارجية المصرية والمقيم بجوار السفارة الإسرائيلية، أن تلك المستندات قديمة ولا يمكن أن تترك السفارة مستنداتها بتلك السهولة. وسرعان ما حدث احتكاك بين المتظاهرين وقوات الأمن، خاصة بعد قيام مجموعة من الشباب باقتحام مبنى مديرية أمن الجيزة والذي يبعد حوالي 300 متر عن مقر السفارة. وأدت الصدامات إلى وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة ما يقرب من 1050 شاب وتحطيم 5 سيارات تابعة للأمن المركزي. بينما قامت الشرطة العسكرية بإلقاء القبض على 19 من الشباب ووجهت لهم تهمة البلطجة والتحريض على اقتحام السفارة، وتعهدت السلطات بمحاكمتهم. وفي تلك الأثناء غادر السفير الإسرائيلي مصر نحو تل أبيب بصحبة 71 دبلوماسيا وعائلاتهم، ولم يبق في السفارة إلا موظف واحد.