نفت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية على لسان ناطقها الرسمي، عمار بلاني، أن تكون عائشة القذافي قد غادرت الجزائر إلى وجهة أخرى، لكنه أضاف أن السلطات الجزائرية لن تتسامح مع أي من أفراد القذافي المتواجدين بالجزائر في حال إقدامهم على أي نشاط إعلامي أو سياسي انطلاقا من الجزائر مهددا بطردهم في حال مخالفة هذه الشروط. أكد الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني، أمس، في تصريح إعلامي تناقلته وسائل الإعلام الدولية على نطاق واسع، أن عائشة القذافي ابنة العقيد معمر القذافي المتواجدة بالجزائر رفقة أخويها محمد وهنيبل وأمها صفية وعددا آخر من أقرباء القذافي، ما تزال متواجدة بالجزائر ولم تغادر إلى أية جهة كانت، في تفنيد مباشر وصريح للتأويلات التي أعقبت الخرجة الإعلامية لعائشة القذافي من احتمال مغادرتها التراب الجزائري، عقب إيداع تسجيل صوتي في قناة الرأي منسوب لعائشة قالت فيه »إن والدها متواجد بليبيا وما يزال يقاتل، ودعت أنصاره إلى الافتخار«، واصفة المجلس الانتقالي بأقبح الأوصاف، وهي التصريحات التي لم تستسغها الدبلوماسية الجزائرية التي سارعت إلى اعتبار ما صدر عن عائشة القذافي غير مقبول على الإطلاق ولا يتماشى مع قواعد الضيافة والاعتبارات الإنسانية التي كانت وراء استقبال بعضا من أفراد عائلة القذافي، حيث سارع وزير الخارجية مراد مدلسي الذي كان متواجدا بنيويورك إلى مباشرة إجراءات مع مجلس الأمن الدولي لشرح القضية وإخطارهم بالإجراءات التي ستتخذها الجزائر في حق عائلة القذافي في حال الإقدام على خطوة كهذه. من جهته هدد الناطق الرسمي في تصريحه، أفراد عائلة القذافي المتواجدين بالجزائر بالطرد في حال إقدامهم على أي نشاط إعلامي أو سياسي انطلاقا من الجزائر، مذكرا في الوقت ذاته بالإجراءات التي باشرها وزير الخارجية مراد مدلسي مع مجلس الأمن الدولي بخصوص قضية عائشة القذافي، التي أحرجت السلطات الجزائرية خاصة وأنها جاءت في وقت قريب من إعلان الجزائر اعترافها بالمجلس الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي والتزامها بالعمل معه لصون مصالح الشعبيين الجزائري والليبي. ومعلوم أن العلاقة بين الحكومة الجزائرية والمجلس الانتقالي عرفت توترا على مدار الأشهر الأولى من الأزمة الليبية على إثر اتهام قيادات من المجلس الانتقالي للجزائر بإرسال مرتزقة للقتال إلى جانب معمر القذافي ودعمه عسكريا كذلك، وهي الاتهامات التي نفتها الجزائر في حينها وعجز قادة المجلس الانتقالي عن إثباتها وتأكيدها. وقد بدأت العلاقات الدبلوماسية مع المجلس الانتقالي تأخذ مسارها الطبيعي منذ لقاء مراد مداسي ومحمود جبريل في القاهرة على هامش أشغال مجلس وزراء خارجية الدول العربية، ومن المرتقب أن تعرف تطورات نوعية بعد اعتراف الجزائر بالمجلس الانتقالي كممثل للشعب الليبي.