كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس أن الاستثمارات الأجنبية في مجال صناعة الأدوية بالجزائر بلغت 420 مليون دولار أمريكي سنة 2011. ووصف وزير الصحة على هامش تدشين مصنع »الدار العربية للدواء« لمخابر »حكمة« الأردنية لصناعة المضادات الحيوية )البنسيلين( بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله، هذه الاستثمارات ب»الهامة جدا« مصنفا إياها في مقدمة الاستثمارات خارج قطاع المحروقات. وتتوزع الاستثمارات الأجنبية بين استثمارات مباشرة أنجزتها مؤسسات أوروبية بقيمة 320 مليون دولار، وأخرى في إطار الشراكة بين مؤسسات جزائرية تابعة للقطاع الخاص وشركات هندية ومصرية وأردنية وتركية وسعودية بقيمة تجاوزت 100 مليون دولار. وأبرز ولد عباس في هذا الصدد أن الحكومة الجزائرية تشجع المستثمرين الأجانب وتمنح لهم كل التسهيلات اللازمة لإقامة مشاريعهم. وفي السياق ذاته أكد وزير الصحة أن استثمارات الشركة الأردنية »حكمة« لصناعة الأدوية بالجزائر بلغت 150 مليون دولار أمريكي. وأوضح ولد عباس خلال إشرافه على تدشين المصنع الجديد لإنتاج المضادات الحيوية »الدار العربية للدواء« بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله بولاية الجزائر، أنه بمجرد مباشرة هذا المصنع في الإنتاج ستقلص الجزائر من استيراد مادة البنيسيلين. وقال أن المصنع الذي يمثل استثمارا يقدر ب70 مليون دولار أمريكي سيشرع في تصدير هذه المادة الحيوية نحو بلدان مجاورة وإفريقية بعد تغطية شاملة للاحتياجات الوطنية. وقد اطلع الوزير رفقة وفد من شركة »حكمة« على مختلف مرافق المصنع والتجهيزات المتطورة التي يحتويها ومراحل الإنتاج، حيث أكد له المشرفون عليه بأن »الأدوية التي سيتم إنتاجها بالجزائر تضاهي الأدوية المنتجة بالمخابر العالمية الكبرى من ناحية الجودة«. واعتبر ولد عباس التعاون الجزائري- الأردني أحسن مثال للشراكة العربية- العربية، مذكرا أن مخابر »حكمة« متواجدة بالجزائر منذ سنوات التسعينيات. وأوضح المدير التنفيذي لشركة »حكمة« لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مازن سميح دروزة مساء أول أمس في ندوة صحفية أن قدرة إنتاج المصنع الذي أقيم بالجزائر تصل إلى 20 مليون وحدة بيع سنويا مؤكدا على توسيع هذه القدرة خلال السنوات المقبلة. وأشار إلى أن مخابر "حكمة" اختارت انتاج هذا الصنف من الأدوية )المضادات الحيوية( بعد دراسة دقيقة لسوق الأدوية الجزائرية. وقد انتقلت الشركة إلى مرحلة الاستثمار بالجزائر سنة 2000 بفتح أول مصنع لها باسطاوالي الذي ينتج عدة أصناف من الأدوية. وتعمل الشركة حسب مديريها التنفيذي وفقا للمقاييس العالمية لإنتاج الأدوية، حيث تحصلت على رخص عدة من الوكالة الأمريكية للأغذية والأدوية. للإشارة تشغل »الدار العربية للدواء« 440 مستخدم جزائري.