نفى الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن انسحاب وزير الخارجية مراد مدلسي من اجتماع لجنة المتابعة العربية للأزمة السورية. أوضح عمار بلاني، أن وزير الخارجية مراد مدلسي لم ينسحب من الجلسة وإنما خرج إلى تناول الغداء عقب اختتام الجلسة، ثم عاد إلى الأشغال رفقة نظرائه، وجاء هذا التكذيب بعد تناقل قناة »العربية«، أن مراد مدلسي يكون قد انسحب من الأشغال. ومعلوم أن الجزائر تتمسك بموقفها الرافض لتدويل الأزمة السورية التي تسعى إليها بعض الأطراف العربية، حيث تعتقد الدبلوماسية الجزائرية أن المبادرة العربية بإمكانها حلحلة الأزمة السورية إذا ما أعطيت فرصة للحكومة السورية التي أبدت ليونة في التعامل مع برتوكول الاتفاق العربي. وبخصوص هذا الأخير تصر الجامعة العربية على ضرورة التوقيع عليه في نسخته الأصلية التي أقرها اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط، لترفض بذلك مطالب سوريا بتعديل بعض بنوده، سيما ما تعلق منها بحفظ أمن المراقبين العرب، واستعانة الجامعة العربية بملاحظين من الدول الإسلامية والصديقة وهو المقترح الذي تتحفظ عليه دمشق بقوة، ناهيك عن صلاحيات البعثة العربية وأجال عملها، وحسب مصادر إعلامية فإن الجزائر ترى أنه من الضروري تحديد بعض بنود البروتوكول العربي بما يحفظ لسوريا سيادتها ويمكن البعثة من تقصي الحقائق وحماية المدنيين. وتواجه دمشق ضغوطات كبيرة من المجتمع الدولي العربي، حيث طالبت فرنسا الدول الكبرى بالسعي لضمان ممرات أمنة لحماية المدنيين في سوريا، في حين جددت تركيا دعوتها للأسد بالتنحي، أما الدول الخليجية فتسعى للخروج بموقف موحد لدول الخليجية خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي دعا إليه الفيصل نهاية الأسبوع، حيث يتوقع أن تقبل الدول الخليجية المتحمسة لتدويل الأزمة السورية، إلى إقرار عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على دمشق خارج قرارات الجامعة العربية.