قال كمال الجنزوري المكلف بتشكيل حكومة جديدة بمصر إنه سيلتقي بعض ائتلافات الثورة والقوى السياسية – اللقاء يكون قد تم أمس - لكنه سيبدأ تشكيل الحكومة بعد بدء الانتخابات البرلمانية المقررة غدا الاثنين، وقوبل تكليف الجنزوري بالرفض من ثوار ميدان التحرير. وفي المقابل احتشد آلاف في ميدان العباسية بالقاهرة تأييدا لتعيين الجنزوري، ودعما لقرارات المجلس العسكري وبقائه بالسلطة لحين تسليمها لسلطة مدنية منتخبة. وأكد الجنزوري خلال مقابلة مع التلفزيون المصري مساء أول أمس أن التفويض الذي صدر له بتشكيل الحكومة من قبل المشير حسين طنطاوى سيكون أوسع وأشمل من كافة التفويضات التي صدرت لرؤساء الحكومات خلال السنوات الماضية. وأوضح أن دور الشباب مطلوب بالتشكيل الوزاري وكافة المواقع الإنتاجية، معبرا عن أمله وسعادته في أن يكون معه بالتشكيل الوزاري عدد من هؤلاء الشباب. وأعرب الجنزوري (78 عاما) الذي كان رئيسا للحكومة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، عن أمله في تشكيل الحكومة قبل نهاية الأسبوع المقبل لمواجهة الفراغ الأمني بالإضافة إلى تحقيق سيادة الدولة ومواجهة كافة التحديات لتحقيق التنمية التي تحتاجها مصر في الوقت الحالي. وطالب بعض القوى التي أعلنت رفضها لرئاسته للحكومة الجديدة أن تمهله شهورا قليلة حتى تتاح له »الفرصة في تحقيق الأهداف التي يتمناها المواطنون« مشيرا إلى أن هذا الرفض يتضاءل مرحلة بعد أخرى. هذا الرفض لا يبدو وفق المراقبين أنه سيتضاءل حيث زاد آلاف المحتجين أمس السبت ضغوطهم لحمل المجلس العسكري على تسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني، وطرح سياسيون اسم المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لرئاسة حكومة إنقاذ وطني. وبدأ محتجون اعتصاما في شارع مجاور لمقر مجلس الوزراء، وقال بعضهم إنهم يعتزمون منع الجنزوري من دخول المقر. وكان عشرات الآلاف احتشدوا الجمعة الماضية بميدان التحرير في إطار ما أطلق عليه »مليونية الفرصة الأخيرة« برعاية أكثر من أربعين ائتلافا ثوريا وحركة. ورفع هؤلاء جملة من المطالب تتلخص في تسليم العسكري صلاحياته إلى حكومة إنقاذ وطني بقيادة شخصية تحظى بالتوافق، معلنين اعتراضهم على الجنزوري بحجة أنه ليس الرجل المناسب لقيادة المرحلة. وبينما كانت صور المحتجين بميدان التحرير منذ نهاية الأسبوع الماضي ومطالبهم تطغى بشكل شبه كامل, احتشد الآلاف بشكل متزامن في ميدان العباسية شمال القاهرة تحت عنوان »دعم استقرار مصر«. وبدت المظاهرة المضادة –التي دعا المجلس العسكري منظميها إلى إلغائها- أوضح إشارة على انقسام الشارع بشأن الاحتجاجات على سياسة المجلس والتي لا تشارك فيها قوى رئيسية بينها جماعة الإخوان المسلمين. وفي الوقت نفسه, ظل آلاف المحتجين معتصمين بميدان التحرير في جو غلب عليه الهدوء بعدما تمكن الجيش وعلماء دين وتجمعات شبابية من وقف الاشتباكات، ولم تسجل أول أمس أي مواجهات سواء بميداني التحرير والعباسية أو في محيطهما. يُذكر أن 41 قتيلا وآلاف الجرحى سقطوا منذ الجمعة الماضية خلال اشتباكات عنيفة بين معتصمين وقوات الأمن. وتأتي هذه التطورات عشية الانتخابات البرلمانية التي يصر المجلس العسكري على إجرائها في موعدها غدا الاثنين، حيث قرر أن يستمر الاقتراع يومين في كل مرحلة بدلا من يوم واحد. ولهذا وصل القاهرة وفد أمريكي يرأسه رئيس لجنة الشراكة الديمقراطية بمجلس النواب، لمتابعة الانتخابات البرلمانية الأولى بعد ثورة 25 جانفي. وفي غضون ذلك، جددت الولاياتالمتحدة التي تقدم مساعدات كبيرة للجيش المصري منذ عشرات السنين، مطالبتها بسرعة تسليم السلطة للمدنيين ومنح الحكومة الجاري تشكيلها برئاسة الجنزوري سلطات حقيقية »فورا«. وفي هذا السياق، بدأت سلطات مطار القاهرة في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت في ترحيل الطلبة الأمريكيين الثلاثة المتهمين بمهاجمة مبني وزارة الداخلية المصرية إلي بلدهم بعد قرار النيابة المصرية بالإفراج عنهم.