أعلن قادة الثورة في مصر أمس من ميدان التحرير تشكيل حكومة إنقاذ وطني تضم شخصيات تمثل الثوار، ردا على قرار المجلس العسكري تعيين كمال الجنزوري رئيسا للحكومة خلفا للمستقيل عصام شرف. ومن جهته، أكد رئيس الوزراء المصري المكلف، كمال الجنزوري، أمس أنه قَبِل رئاسة الوزراء بعد التيقن من رغبة رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي في عدم الاستمرار، مستدركاً أنه ما كان ليقبل المهمة حال عزم الجيش الاستمرار في الحكم. وقد تجمع مئات المتظاهرين في وقت لاحق أمام مقر الحكومة المصرية لمنع الجنزوري من الدخول. وقرر متظاهرو ''ميدان التحرير'' أمس الجمعة سحب توكيلاته من كافة الأوصياء عليه، بداية من المجلس العسكري وباقي القوى السياسية الأخرى، حيث شهدت ''جمعة الفرصة الأخيرة'' تقرير مصير الثورة من قلب الميدان وجرى إعلان مجلس رئاسي مدني يخلو من كافة ممثلي النظام السابق. ويضم المجلس كل من الدكتور محمد البرادعي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي إلى جانب 10 شخصيات من المتخصصين في عدد من كافة المجالات ومنهم الشيخ حازم أبو إسماعيل. وأعلن الشيخ مظهر شاهين، جملة من القرارات الثورية خلال خطبة الجمعة التي جمعت مختلف الأطياف، حيث حضر كل من الدكتور محمد البرادعي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي وحتى آلتراس الأهلي والزمالك وكافة الائتلافات الشبابية وكذلك جماعة الإخوان المسلمين دون حضور قيادتها. وأوضح شاهين في الخطبة أن الثورة كانت جسدا بلا رأس، ولكن أصبح لها الآن رأس، وتابع قائلا ''على الشعب أن يحمي مصر من أي عدوان، ولن يراهن أحد على مطالبه ثم ردد عدة هتافات.. العزة لنا والقرار لنا.. لن تموت مصر''. وأعلن شاهين أن المستشار محمد فؤاد نائب رئيس مجلس الدولة سوف يتولى مهمة التنسيق بين مطالب الثوار والمجلس العسكرى، وطالب الأزهر بأن يجمع كافة التيارات الدينية تحت رعاية شيخ الأزهر، وأن يتم إحالة كافة الفاسدين في النظام السابق على محاكمة عاجلة. وأعلن عدد كبير من المتواجدين في ميدان التحرير رفضهم لتعيين الدكتور كمال الجنزوري رئيسا للحكومة، وأكدوا أنه لا فرق بينه وبين الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة السابق، وأن الجنزوري لا يعبر عن حكومة الثورة. وفي الوقت ذاته خرج ما يقرب من 2000 من أنصار المجلس العسكري في ميدان العباسية للإعلان عن دعمه وتأييدهم له.