ما زالت حوادث الغاز تخلف المزيد من الضحايا رغم الحملات التحسيسية والتوعوية من أجل التقليل أو الحد من هذه الحوادث التي تتكرر دائما والتي تكون في الغالب جراء سوء استعمال الغاز والاختناقات بهذه المادة الضرورية في حياتنا اليومية. وفي آخر الحوادث المسجلة عبر الوطن، وفاة شخصين أول أمس بمدينة باتنة يبلغان من العمر 57 سنة و59 سنة، وذلك جراء الاختناق بغاز مونوكسيد الكاربون. وحسب مصالح الحماية المدنية، فإن الضحيتين تم اكتشافهما جثتين هامدتين بورشة بناء عمارة في طور الإنجاز بحملة 3 حيث كانا يشتغلان كحارسين، وأرجعت سبب هذا الحادث حسب المعطيات الأولية إلى تسرب غاز مونوكسيد الكاربون من مدفأة مشغلة بقارورة غاز البوتان. وقد تم نقل جثتي الضحيتين إلى مصلحة حفظ الجثث بالمركز الإستشفائي الجامعي لباتنة في حين فتحت المصالح المختصة تحقيقا لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الحادث. يشار إلى أن حصيلة الاختناقات بغاز مونوكسيد الكاربون قد ارتفعت خلال ديسمبر الجاري عبر ولاية باتنة إلى 8 وفيات. وفي حادث آخر وقع نهاية الأسبوع الماضي، تسبب حادث انفجار للغاز الطبيعي في انهيار منزل و تضرر أربعة مساكن أخرى مجاورة بحي رأس العين بمدينة البيض، وأدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص وهم سيدتان مسنتان ورجل، بحروق من الدرجة الأولى. وحسب حصيلة أولية لمصالح الحماية المدنية فإن المنزل الذي وقع فيه الحادث قد انهار عن آخره فيما سجلت خسائر متفاوتة بأربعة منازل مجاورة لموقع الحادث، وقد تم نقل المصابين على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمؤسسة العمومية الإستشفائية محمد بوضياف بعاصمة الولاية، فيما فتحت مصالح الأمن تحقيقا لمعرفة أسباب هذا الحادث. وتقام بسطيف حملة تحسيسية واسعة حول مخاطر الاختناق بالغاز الطبيعي والوقاية من الهلاك المفاجئ بسبب التسربات الغازية التي يكون الفرد أحد أكبر المتسببين، وتنظم في هذا الإطار بمبادرة مديرية توزيع الكهرباء والغاز لقاءات إعلامية وتوعوية لا تقتصر على الأماكن والساحات وكذا القاعات العمومية فحسب وإنما ستصل إلى أغلب أحياء وشوارع المدينة. وتقوم قافلة تحسيسية مخصصة لذلك بشرح المخاطر التي يتسبب فيها ثاني أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة خصوصا وكيفيات تفقد أنابيب الغاز والروابط وأدوات الإحكام بالمنازل خاصة فيما تعلق بالمغلقة منها. وستقدم خلال هذه الحملة نصائح حول الاستعمالات الصحيحة للغاز الطبيعي وطرق استعمال الآلات والأجهزة المتعلقة به كسخانات المياه وأجهزة التدفئة بالإضافة إلى إرشادات حول كيفيات التحكم في الغازات المحترقة وصرفها وضمان تهوية فعالة.