تسبب الاختناق بغاز أول أوكسيد الكاربون القاتل، منذ بداية العام، في وفاة 46 شخصا، تضاف إلى 253 شخص توفوا العام الماضي جراء اختناقهم بغاز مونوكسيد الكاربون، بينما كان عدد الضحايا هذا الغاز السام في 2008 قرابة 291 شخص. وصل عدد المتوفين من حوادث الاختناق بالغاز منذ جانفي من السنة الجارية 136 شخص، تم على إثرها إنقاذ 700 آخر من موت محقق بعد تعرضهم للاختناق عبر 400 تدخل. وتعد الحصيلة التي كشفت عنها مصالح الحماية المدنية ثقيلة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وشرح أعوان الحماية المدنية أمس بالمؤسسة الاستشفائية نفيسة حمود بارني سابقا بالعاصمة، في اليوم التحسيسي حول أخطار حوادث الاختناق بالغاز، طرق الوقاية أثناء التعرض إلى الاختناق بغاز ''مونوكسيد الكاربون'' الذي تتسبب فيه وسائل التدفئة التي لا تخضع للمقاييس أو المراقبة الدورية، وكذا المساكن التي تفتقد إلى نظام التهوية. واعتبرت الطبيبتان سهيلة رزوق وفوزية خلوط، أثناء تقديمهما عرضا حول هذا النوع من الحوادث، التعرض إلى الاختناق بغاز ''منوكسيد الكاربون'' بنسبة 1,0 بالمائة يؤدي بصاحبه إلى الوفاة خلال الساعة الأولى من الاستنشاق، وإذا كان بنسبة 1 بالمائة يتسبب في الوفاة خلال ربع الساعة الأولى من الاستنشاق. أما إذا كانت نسبة الاستنشاق 10 بالمائة، فإن الشخص يتوفى في الحين. ومن بين الأعراض التي يتسبب فيها الاختناق بغاز مونوكسيد الكاربون، بحسب الدكتورة تيفورة، هو شلل العضلات والتقيؤ والإسهال وفقدان الذاكرة. وشدد المشاركون في اليوم التحسيسي حول أخطار حوادث الغاز، التي راح ضحيتها قبل يومين عائلة بأكملها في ولاية قسنطينة، بأن الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الاختناق بالغاز طبيعة آلات التدفئة التي عادة ما تكون مغشوشة وتفتقد إلى المواصفات الأمنية، وتظهر عيوب تلك الآلات المستوردة خلال تركيبها، كما أن طريقة تركيبها من قبل أشخاص غير مختصين يؤدي إلى تسرب الغازات المحترقة إلى جانب عدم تنظيف سكان العمارات قنوات صرف الغاز المحترق والتي تتسبب فضلات الطيور المهاجرة في سدها. بينما يرى مسؤولون بمؤسسات توزيع الكهرباء والغاز بأن حالات الاختناق بالغاز، لا يكون سببها غاز المدينة بل الغازات المحروقة، وبالأخص أول أوكسيد الكربون، كما تتسبب أشغال التحويلات في السكنات إلى غلق فتحات التهوية التي تبقى ضرورية. وتوقع المشاركون في هذا اللقاء تعرض الكثير من المواطنين لحوادث الغاز هذا العام بسبب التقلبات الجوية وبرودة الطقس التي بدأت قبل حلول فصل الشتاء.