اقترح الخبير الاقتصادي ، بشير مصيطفى، على الحكومة الجزائرية وضع إستراتيجية اقتصادية مستعجلة، للاستثمار في البلدان التي عرفت انعكاسات اقتصادية سلبية جراء »الربيع العربي«، ودعا الدكتور إلى إطلاق صندوق سيادي، لتحويل جزء من الأموال إلى أصول في شركات دولية، مشددا على أن الفرصة جد مواتية، لاتخاذ قرار على شاكلة مخطط »مارشال الأمريكي« بتقديم قروض للدول التي انهارت اقتصادياتها بعد انعكاسات ما أسماه ب»الخريف العربي«. أوضح الدكتور مصيطفى أن انعكاسات »الربيع العربي« كانت ايجابية على الاقتصاد الجزائري، حيث عرفت مداخيل التصدير ارتفاعا قدر ب 74 مليار دولار خلال السنة الفارطة بعدما كانت 54 مليار سنة 2010، كما بلغ الفائض التجاري 23 مليار دولار وهي أعلى نسبة سجلت منذ الاستقلال، وصنف الأستاذ مصيطفى الجزائر الأغنى عربيا بعد السعودية، بإمكانيات مالية قدرت ب300 مليار دولار. وقال الخبير الاقتصادي في ندوة نشطها أمس، بمركز البحوث الإستراتيجية بجريدة الشعب، إن الحكومة الجزائرية مطالبة بإلحاح باستغلال الوضع الاقتصادي المنهار الذي تعرفه بعض الدول العربية بعد الأحداث التي مرت بها مؤخرا، داعيا إلى استغلال الأموال التي تتوفر عليها الجزائر وتحويلها إلى أصول وشركات، واستثمار السيولة المالية التي تتوفر عليها البنوك الجزائرية والتي قدرت ب 20 مليار دولار حسب الأرقام التي قدمها المتحدث. وأشار الدكتور بشير مصيطفى إلى أن الاقتصاد الجزائري يتميز بأضعف استثمار بنسبة بلغت 28 بالمائة، في حين بلغت نسبة الادخار 62 بالمائة، وأفاد أن توقعات صندوق النقد الدولي لنسبة النمو في الجزائر لسنة 2012 قدرت ب 2.5 بالمائة وهي نسبة اعتبرها جيدة، واعتبر أن الحكومة الجزائرية غامرت في ميزانية المرصودة هذه السنة، حيث تبلغ النفقات 110 مليار دولار مقابل 50 مليار من الإرادات، غير انه استبعد خطورة ذلك لان احتياطي الصرف بإمكانه سد عجز الميزانية لمدة 5 سنوات. وقال الدكتور إن كل المؤشرات توحي بأن الجزائر عرفت »ربيع اقتصاديا« في حين عرفت تونس وليبيا ومصر» خريفا اقتصاديا«، داعيا إلى الموازنة بين ما تعرفه الجزائر من تحسن واستقرار اقتصادي، مع الانهيار الذي تعرفه هذه الدول، ولفت إلى إطلاق صندوق سيادي في أقرب وقت، ووضع مخططات استثمارية لتحويل جزء من الأموال إلى أصول في البلدان التي تعرف تضررا، زيادة على توظيف أموالنا بالنقد الأجنبي إلى مشروعات، واقترح تمويل السياحة في تونس بعد التراجع الذي عرفته. ومن بين ما اقترحه الدكتور مصيطفى وضع خطة إستراتيجية جزائرية في منطقة »الربيع العربي« على شاكلة مخطط شارل الأمريكي، الذي دعم إعادة إعمار أوربا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وشدد التوسع عربيا وتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية، والبحث عن أسواق جديدة، على غرار سوق الدول العربية التي تحصي 100 مليون نسمة، وختم الدكتور قوله بان الواجب الحضاري يجبر الجزائر على الوقوف مع العرب وتفويت الفرصة على صندوق النقد الدولي الذي ستكون تكلفته باهضة.