تسببت التقلبات الجوية في ظاهرة لم تعرفها الجزائر منذ ثماني سنوات في قتل 22 شخصا ومئات الجرحى، إلى جانب فقدان آخرين في مختلف الحوادث خلال 24 ساعة الأخيرة، حسب الحصيلة الأولية لمختلف مصالح الأمن، محدثة بذلك »طوارئا« في مختلف ولايات الوطن التي عرفت العديد من حوادث المرور وانهيار العديد من المنازل، بالإضافة إلى انقطاع في التيار الكهربائي، وشلّ حركة المرور بسبب قطع العديد من الطرقات وحدوث اضطرابات في خطوط النقل الجوي والبري ناهيك عن حوادث الاختناق بالغاز. تسببت التقلبات الجوية المتواصلة منذ يوم الخميس الماضي في وفاة 9 أشخاص في حوادث المرور وإختناق بالغاز وانهيار بعض المنازل خلال 24 ساعة الأخيرة، بالإضافة إلى هلاك شخص جرفته مياه واد الصفصاف بسكيكدة. وكشف المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الملازم نسيم برناوي خلال نزوله ضيفا على القناة الأولى للإذاعة الوطنية، أن حوادث الإختناق بالغاز تسبب في وفاة 5 أشخاص خلال 24 ساعة الأخيرة، إذ تم تسجيل حالتين بولاية الجلفة وحالتين بولاية سطيف وحالة واحدة بولاية غليزان، فيما تم إسعاف 9 أشخاص آخرين. وحسب آخر حصيلة للحماية المدنية، تسببت الاضطرابات الجوية التي تمس عدة ولايات من الوطن منذ يوم الخميس الماضي في وفاة أربعة أشخاص وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في 4 حوادث مرور، كما هلكت امرأتان )30 و42 سنة( مساء أول أمس بقرية جرياط ببلدية الحامةجنوبسطيف، اختناقا بثاني أكسيد الكربون، كما تمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ شخص ثالث من نفس العائلة 24 سنة، تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى عين آزال لتلقي الإسعافات اللازمة. واستنادا لذات المصدر تدخلت ذات المصالح مساء، أول أمس، لإجلاء عائلة وإخماد حريق بمدينة عين ولمان جنوبسطيف، نشب بشقتهما. وببلدية الأوريسيا تدخلت أيضا ذات المصالح لإخماد حريق آخر نشب بإسطبل تابع لأحد الخواص تسبب في تفحم 4 بقرات وعجل إضافة إلى إتلاف 10 قناطير من الأعلاف، كما أسعف 5 أشخاص بسبب انزلاقهم بسبب تراكم الثلوج، بالإضافة إلى نقل امرأة كانت في حالة وضع إلى مستشفى الأم والطفل ببلدية سطيف فيما شملت باقي التدخلات في مساعدة مواطنين كانوا عالقين عبر الطرقات. وتحسبا لأي طارئ نتيجة سوء الأحوال الجوية أقدمت المديرية العامة للحماية المدنية إلى مضاعفة أعداد أعوانها على مستوى وحداتها خاصة بالولايات التي تجتاحها موجة البرد، إلى جانب تسخير الإمكانيات المادية والبشرية، كما تكفلت ذات المصالح حسب ذات المتحدث بحوالي 69 شخصا بدون مأوى على المستوى الوطني كان 11 منهم بالعاصمة من خلال تحويلهم إلى مراكز الإيواء والبعض الآخر إلى المستشفيات لتلقي العلاج إلى جانب منحهم الأغطية والأفرشة والطعام. 10 قتلى وأكثر من 100 جريح في 48 حادث مرور أسفرت الاضطرابات الجوية التي تمس عدد من ولايات الوطن منذ يوم الخميس الماضي، عن وفاة 10 أشخاص وجرح 122 آخرين جراء وقوع 48 حادث مرور، بالإضافة إلى غلق أكثر من 20 طريقا وطنيا حسبما ذكره، أمس، المكلف بالوقاية المرورية بالقيادة العامة للدرك الوطني الرائد عزوز لطرش. شدد الرائد لطرش خلال نزوله ضيفا على القناة الأولى للإذاعة الوطنية على ضرورة تفادي المواطنين التنقل إلا في حالة الضرورة بسبب التهاطل المكثف للثلوج، داعيا السائقين إلى عدم الإفراط في السرعة التي قد تؤدي إلى انحراف السيارة عن مسارها بسبب وضعية أرضية الطريق. كما أرجع المكلف بالوقاية المرورية بالقيادة العامة للدرك الوطني أسباب تسجيل هذا العدد الكبير من حوادث المرور في ظرف ثلاثة أيام فقط، إلى إفراط السائقين في السرعة، بالإضافة إلى عدم تعود السائقين القيادة في حالة تساقط الثلوج. وقد تسبب التساقط الكثيف للثلوج حسب ذات المتحدث في قطع أكثر من 20 طريقا وطنيا على غرار الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين ولاية تيزي وزو وبجاية والطريق الوطني رقم 5 الرابط بين تيزي وزو والبويرة إلى جانب الطريق الوطني رقم 65 الرابط بين تيبازة وتيسمسيلت، كما شهدت ولاية بومرداس شلل حركة المرور على مستوى 3 طرق وطنية على غرار الطريق الوطني رقم 29 الرابط بين البويرة وبومرداس والطريق الوطني رقم 68 الرابط بين تيزي وزو وبومرداس. وفي ذات الصدد، أوضح الرائد لطرش أن مصالح الدرك سطرت مخططا خاصا بهذه الوضعية الاستثنائية التي تعيشها بعض ولايات الوطن، داعيا المواطنين إلى الاتصال بالرقم المجاني 1055 للتبليغ عن أي حادث أو بغرض طلب المساعدة، مؤكدا أن أعوان الدرك الوطني يلبون النداء في ظرف مدة زمنية قصيرة. التقلبات الجوية تشل حركة النقل البري والجوي سجلت اضطرابات في برنامج الرحلات الدولية و الداخلية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية هذا السبت اثر التقلبات الجوية التي تشهدها كامل المناطق الشمالية للبلاد حسبما علم لدى مديرية الاتصال بالشركة. وفي هذا السياق أوضح المصدر أنه تم إلغاء عدة رحلات بسبب تساقط الأمطار والثلوج التي سجلت خلال ال48 ساعة الأخيرة على كامل المناطق الساحلية و الهضاب العليا، وبخصوص الشبكة الدولية ألغت شركة الخطوط الجوية الجزائرية الرحلات التالية: الجزائر- ليون )ذهاب/إياب( والجزائر- ماس )ذهاب-إياب( والجزائر-مرسيليا وقسنطينة- تولوز وقسنطينة- باريس )أورلي( وقسنطينة- مرسيليا وسطيف- ليون وسطيف- باريس )أورلي(، كما أضاف المصدر أن رحلة ليون-باتنة قد حولت نحو مطار بسكرة. أما فيما يتعلق بالخطوط الداخلية فقررت الشركة الوطنية للنقل الجوي إلغاء الرحلات » الجزائر- سطيف )ذهاب/إياب( والجزائر- قسنطينة )ذهاب/إياب( وقسنطينة-باتنة )ذهاب-إياب) وقسنطينة-سطيف )ذهاب وإياب (. وأشارت مديرة الاتصال بشركة الخطوط الجوية الجزائرية إلى احتمال إلغاء رحلات أخرى في حال استمرار سوء الأحوال الجوية، ووضعت الشركة الوطنية للنقل الجوي رقما أخضر )78-92-50-21-00213( تحت تصرف الزبائن للمزيد من المعلومات. وفي هذا الصدد، جندت شركة الخطوط الجوية الجزائرية مساء يوم أول أمس، طائرات ذات سعة عالية لنقل المسافرين من الجزائر إلى باريس ولندن حيث شهدت برمجة الرحلات اضطرابا بسبب التقلبات الجوية بالمناطق الشمالية للبلد. وبخصوص الرحلات الداخلية لم تغير الخطوط الجوية الجزائرية برنامجها وخاصة الرحلات المقررة في الفترة المسائية في اتجاه وهران ومناطق الجنوب، مضيفة أنه تم إلغاء الرحلات في اتجاه قسنطينةوسطيف جراء غلق مطاري هاتين المدينتين الواقعتين بشرق البلد بسبب سوء الأحوال الجوية. تذبذب في رحلات القطارات وإلى جانب هذا، فقد تسببت التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد منذ الجمعة الفارطة في إلغاء العديد من الرحلات عبر السكك الحديدية التي كانت مبرمجة اليوم السبت بين الجزائر العاصمة وولايات شرق وغرب البلاد وتأخر الرحلات بين الجزائر العاصمة وضواحيها، وقد تم إلغاء الرحلات الرابطة بين ولايات الشرق خاصة عنابةوقسنطينةوسطيف وبجاية بسبب سوء الأحوال الجوية، وبخصوص القطارات الرابطة بين الجزائر العاصمة وضواحها الثلوج تحاصر المسافرين وفي قسنطينة، تم إيواء حوالي 300 عائلة كانت محاصرة جراء التساقط الغزير للثلوج بالمكان المسمى الكنتور على مستوى الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين سكيكدةوقسنطينة، ليلة الجمعة إلى السبت، وذلك من طرف سكان من مناطق تقع ببلدية زيغود يوسف ببالمخرج الشرقي لقسنطينة. وحسب مصالح الولاية فإنه تعذر على هذه العائلات التي كانت تتنقل على متن سياراتها الخاصة وكذا على متن مركبات النقل الجماعي بين ولايتي قسنطينةوسكيكدة مواصلة الطريق بعد أن فوجئوا بتساقط كثيف للثلوج على المنطقة وشلت حركة المرور.