أكد نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أن الجزائر شجعت الاتفاق التي ستعقده السلطات الليبية والإيطالية لتعويض الليبيين على حقبة الاستعمار الممتدة من1911 إلى 1943، في وقت تطالب فيه السلطات الجزائريةفرنسا بالتعويض وتقديم اعتذار رسمي للشعب الجزائري جراء جرائمها التي اقترفتها ضده طيلة 132 سنة. سهام.ب قال سيف الإسلام القذافي في خطاب ألقاه، أول أمس بالعاصمة الليبية طرابلس، إن الجزائر شجعت الزعيم الليبي على المضي قدما في هذا الاتفاق، معتبرا الاتفاق المرتقب توقيعه هذه الأيام مع الحكومة الإيطالية مشروعا تاريخيا وسابقة يمكن أن تقتدي بها دول الجنوب للحصول على تعويضات أو اعتذار رسمي من الدول التي استعمرتها. وأثارت الجزائر ملف التعويض في عهد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي تولى مقاليد الحكم في أفريل 1999 بعد مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون يمجد الحقبة الاستعمارية في الجزائر يوم 23 فيفري 2005، حيث انتهز الذكرى ال 60 لمجازر 8 ماي ليطالب فرنسا التي كان يحكمها آنذاك جاك شيراك بتقديم اعتذار رسمي وتعويض الشعب الجزائري على الجرائم التي اقترفت ضده طيلة 132 سنة من الاحتلال، ليتم فيما بعد إجهاض معاهدة الصداقة التي كانت السلطات الجزائرية تستعد إلى توقيعها مع نظيرتها الفرنسية أواخر سنة 2005. وبدا الموقف الفرنسي أكثر تصلبا في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الفائز بالانتخابات الرئاسية في ماي 2007، حيث جهر برفضه لتقديم الاعتذار أثناء زيارته الأخيرة للجزائر بداية ديسمبر من العام الماضي، وهي الزيارة التي لم يتوان فيها بالقول إنه "لا يمكن للأبناء أن يعتذروا على أخطاء ارتكبها الآباء"، مضيفا أنه "غير معني بالفترة الاستعمارية لأنه لا ينتمي إلى جيلها"، داعيا إلى التطلع إلى المستقبل. ومن المرتقب أن تعيد الخطوة التي حققتها ليبيا بشأن الماضي الاستعماري وما خلفته إيطاليا لمدة 28 عاما من خراب، الجدل مجددا إلى الجزائر التي لا تزال هي الأخرى متمسكة بمطلبي الاعتذار والتعويض، كما أن ما أقدمت عليها إيطاليا سوف لن يدع أي مبرر أمام باريس للإبقاء على موقفها الرافض للمطالب الجزائرية المتكررة.