طالب الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز فرنسا بطريقة غير مباشرة فرنسا بالاعتذار للشعب الجزائري والاعتراف بجرائمها المقترفة ضده خلال الزيارة التي قادته إلى جنوب إفريقيا، واصفا سياستها الاستعمارية ب" الابادة الرهيبة". سهام.ب دعا رئيس فنزويلا هوغو شافيز في تصريح صحفي له في أول زيارة من نوعها يقوم بها إلى جنوب إفريقيا الدول الاستعمارية السابقة بالاعتذار بما أسماه ب"عمليات الإبادة الرهيبة"التي جرت في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. وقال شافيز المعروف بتضامنه مع القضايا العادلة في بريتوريا إن "إفريقيا كانت ضحية أبشع إبادة في التاريخ في إشارة منه إلى الاستعمار والعبودية، موضحا أن الوحدة تجمع القارة الإفريقية واللاتينية التي عانت من الإبادة أيضا، في إشارة إلى الحضارات الهندية التي اختفت بفعل الغزاة كحضارة المايا والأزتيك والإنكا. ودعا الرئيس الفنزويلي إلى عدم نسيان الماضي وإبراز الاحتلال الأجنبي لشعوب القارتين وقال في هذا الشأن" علينا أن نتذكر وان نشرح ذلك للأجيال القادمة". وتأتي مطالبة الرئيس الفنزويلي في وقت يخفت فيه الصوت الجزائري الذي دعا فرنسا قبل ثلاث سنوات على لسان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة إحياء الذكرى الستين لمجازر الثامن ماي 1945 وفي أعقاب إقدام الجمعية الفرنسية على سن قانون يمجد تواجدها الاستعماري. كما جاء موقف فنزويلا من قضية اعتذار الدول الاستعمارية بعدما استطاعت ليبيا في الأيام القليلة الماضية من افتكاك اعتراف ايطالي بجرائم اقترفت طيلة 32 سنة مع العلم أن الحقبة الاستعمارية استمرت من 1911 إلى 1943 ومنحها تعويضات تقدر قيمتها ب5 ملايير دولار، وقد شهدت هذه الخطوة تشجيعا من طرف الجزائر حسب تصريحات أدلى بها نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي. ولا تزال باريس متجاهلة لمسألة الاعتذار، وقد أدى غض طرفها عن هذه القضية إلى نسف معاهدة الصداقة التي كانت من المفروض أن توقع نهاية 2005 في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. كما أثار موقف فرنسا الرافض للاعتراف بجرائمها في حق الشعب الجزائري طيلة 132 سنة سخط وتنديد الأسرة الثورية المتمثلة في أبناء وأرامل الشهداء و خاصة المجاهدين الذين عايشوا وحشية وفظاعة الاستعمار الفرنسي ، واعتبرت ذلك شرطا أساسيا لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين ومد جسور التواصل بما يخدم مصالح الجزائريين والفرنسيين على حد سواء.