ارتفع أمس سعر برميل النفط إلى 116 دولار محققا بذلك أعلى مسوياته منذ ستة أشهر، يأتي ذلك نتيجة الانخفاض المفاجئ في محزونات النفط الأمريكية واستمرار البرودة الشديدة في أوروبا، من جهتها أعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول »أوبك« أن سعر خاماتها قفز إلى أعلى مستوياته في تسعة أشهر بتسجيله 68ر114 دولار للبرميل. ارتفع سعر خام برنت بسوق لندن الدولية 20 سنتا إلى 116.43 دولار مرتفعا للجلسة السابعة على التوالي، كما ارتفع بدوره الخام الأمريكي الخفيف بأزيد من دولار ليقدر ب43ر99 دولار للبرميل، وساهمت عدة مؤشرات في ارتفاع الأسعار منها تحسن عملة اليورو أمام الدولار إلى أعلى مستوياته في شهرين من 3275ر 1 دولار إلى 3289ر1 دولار بفضل آمال في التوصل لاتفاق يمهد لحصول اليونان على حزمة إنقاذ ثانية، إضافة إلى استمرار البرودة الشديدة التي تجتاح القارة الأروبية، ناهيك عن الانخفاض المفاجئ، حسب ما أورده معهد البترول الأمريكي، في مخزونات النفط الأمريكية بواقع 5ر4 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقابل توقعات بارتفاعها ب4ر2 مليون برميل. وبدورها، أعلنت أمس منظمة الدول المصدرة للبترول »أوبك« أن سعر خاماتها ال12 قفز إلى أعلى مستوياته في تسعة أشهر إلى 68ر114 دولار، وذكرت المنظمة أن سعر سلتها ارتفع بنسبة 28ر1 دولار وسط مخاوف من احتمالات شن الثوار في نيجيريا أحد الدول الأعضاء في المنظمة مزيدا من الهجمات استهدف البنية التحتية لصناعة النفط في البلاد بعد تعطيل خط أنابيب منتصف الأسبوع الجاري، كما كان للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، والتي أشار فيها إلى أن إيران قد توقف صادراتها من النفط المتجهة إلى أوروبا في أي لحظة، أثر في ارتفاع الأسعار نفط المنظمة حسب ما ذهب إلى ذلك محللون اقتصاديون. وجاء في وكالات الأنباء أن التقلبات الجوية و موجة البرد القطبي التي تجتاح ايطاليا منذ يوم الجمعة الماضي والتي خلفت 40 قتيلا عبر البلاد أدت إلى تزايد استهلاك الغاز وانقطاعات في التيار الكهربائي والماء واضطرابات في التنقل و غلق المدارس لاسيما في روما، بحيث سجلت ايطاليا أمس الأول استهلاكا قياسيا في الغاز بأكثر من 460 مليون متر مكعب مما أدى بالحكومة إلى عقد اجتماع طارئ بهدف ضمان توفير الغاز في المناطق الهشة من البلد، ومن هذا المنطلق، أكد كل من وزير التنمية الاقتصادية، كورادو باسيرا، ورئيس المجمع النفطي الايطالي »ايني«، باولو سكاروني، أنه سيتم ضمان هذه الإمدادات من طرف الجزائر. وأكد الخبير النفطي، محمد الشطي، أن ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية جاء بدعم عدة عوامل أبرزها احتمالات أن توجه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران وتهديدات باغلاق مضيق هرمز وانخفاض المخزون النفطي الاستراتيجي وبوادر انفراج أزمة الديون السيادية وضعف الدولار، موضحا أن الانخفاض في المخزون النفطي وإغلاق محطة للنفط الترابية الكندية كان له بالغ الأثر في ارتفاع الأسعار عالميا.