وقّعت، أمس، الجزائر والإتحاد الأوروبي على مذكرة الاتفاق بشأن إرسال ملاحظين أوروبيين إلى الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر من ماي القادم، وفي ذات الصدد أكد ستيفان فول المفوض الأوروبي للتوسيع وسياسة الجوار أن الاتحاد الأوربي يدعم الإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر من أجل الاستجابة للتطلعات الشرعية للشعب. أكد ستيفان فول خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية مراد مدلسي، أول أمس، أن بعثة الملاحظين الأوروبيين التي سيتم إيفادها بمناسبة الانتخابات التشريعية ل 10 ماي المقبل، تشكل إشارة ثقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن البعثة توجد قيد التحضير. وفي سياق متصل أعلن الاتحاد الأوروبي على لسان مفوضه لشؤون التوسيع وسياسة الجوار ستيفان فول عن دعمه للإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر من أجل الاستجابة للتطلعات الشرعية للشعب. وقال فول »إننا ندرك بان هذه الإصلاحات ليست دائما سهلة لكنها أساسية بالنسبة للجزائر وأننا هنا لدعم تطبيق هذه الإصلاحات الرامية إلى الاستجابة للتطلعات الشرعية للشعب الجزائري«،مؤكدا أن الجزائر قامت منذ شهر ماي من السنة الماضية بإصلاحات جد مهمة، تعكس إرادة تغيير الحقائق بالنسبة للجزائريين، مضيفا أن تطبيق هذه الإصلاحات جد مهم لتعزيز الديمقراطية والحريات في الجزائر. من جانبه أوضح مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية بشان الحوار السياسي بين الجزائر والإتحاد الأوروبي أنه أصبح الآن حقيقة قائمة على آلية توصل الطرفان لوضعها العام الفارط وهي تعمل بشكل جيد، وأضاف الوزير أن »هذا الحوار السياسي قد كان طموحا بما أننا شرعنا منذ أكثر من شهرين في محادثات استطلاعية حول آفاق إدماج الجزائر في سياسة الجوار الأوروبية إذا ما توفرت جميع الظروف«. وأشار مدلسي إلى أنه خصص جزءا من محادثاته مع المسؤول الأوروبي لتقييم العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي على مختلف المستويات، مضيفا أن الطرفين قاما أولا بتقييم العلاقات السياسية مضيفا انه في المجال الاقتصادي فان الوضعية قد عرفت تطورا هاما واعتقد بأننا لمسنا تفهما اكبر من المتعاملين الاقتصاديين الأوروبيين فيما يخص الظروف التي يمكنهم مواصلة العمل في الجزائر. وبخصوص التعاون المؤسساتي بين الاتحاد الأوروبي والجزائر أشار مدلسي إلى التعاون المالي الذي عرف تسهيلات فيما يخص الإجراءات منذ أكثر من سنة، مضيفا أن الإدارات الجزائرية بصدد التكيف معها، موضحا أنه تناول مع فول مسالتين تشكلان موضوع مفاوضات منذ عدة أشهر بين الجانبين، ويتعلق الأمر بالتفكيك التعريفي والتعاون الطاقوي. واعتبر مدلسي أن طموح بناء الاتحاد المغاربي ليس نظريا بل مبني على إرادة سياسية قوية للدول الخمس المعنية التي ستستفيد من هذا الاتحاد بشكل عادل مؤكدا أنه يوجد إشارات واضحة وليس إشارة واحدة لإرادة الدول الخمس لبناء اتحاد مغاربي، مضيفا أن هذه الإشارات واضحة ولكنها قابلة للتدقيق. وذكر وزير الخارجية أنه تقرر خلال اجتماع وزراء الخارجية بالرباط وانطلاقا من توجيهات رؤساء الدول الخمس أن تعمل دول الاتحاد على تحضير قمة مغاربية في السداسي الثاني تعقد في تونس، كما تقرر أن تعمل كل دولة من دول الاتحاد على مستواها لتحضير هذه القمة. وأشار مدلسي في هذا الشأن إلى الاتفاق الذي تم بين دول الاتحاد المغاربي حول موعد آخر لوزراء الخارجية، موضحا أنه سيسمح للدول الخمس العمل بصفة منسجمة انطلاقا من المعطيات التي لدينا ومن الطموحات التي حملتها كل من الدول الخمس، مضيفا أن الاجتماع الثاني لوزراء الخارجية سوف يكون أوضح بالنسبة للبرنامج الذي سيطرح على رؤساء الدول في قمة تونس.