وصف تقرير صادر عن الصليب الأحمر الدولي، أمس، الأوضاع في مالي بأنها حالة طواريء إنسانية في ظل أوضاع شديدة الاضطراب، ونقلت مصادر إعلامية عن اللّجنة الدولية للصليب الأحمر إنه ما يزال الحصول على خدمات الرعاية الصحية ومياه الشرب والمواد الغذائية في هذه المنطقة التي تعاني أصلا من أزمة غذائية أمرا صعبا للغاية بالنسبة لعشرات الآلاف من النازحين والمقيمين على حد سواء. وقال رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية التي تغطي مالي والنيجر، يورغ اغلين، في التقرير إنه على الرغم من العوائق الهائلة المرتبطة بحالة انعدام الأمن، إلا أن اللجنة الدولية والصليب الأحمر المالي يواصلان سعيهما في شمال مالي لتلبية احتياجات السكان الذين يعانون من أعمال العنف المسلح، وأضاف أغلين، أن قافلة من الصليب الأحمر المالي تمكنت أول أمس من نقل مواد غذائية وأدوية الى مستشفى تومبوكتو، إلا أن هناك ضرورة ملحة للوصول إلى السكان الذين يعانون من عواقب العنف السائد هناك، لافتا الانتباه إلى أن البعثة لم تتمكن بعد من الحصول على ضمانات أمنية كافية لتنفيذ عملية إنسانية واسعة النطاق. وتسعى اللجنة الدولية في هذه الأوضاع المعقدة وغير المستقرة، إلى توعية جميع الأطراف المتواجدة هناك بالطابع الحيادي والمستقل لمهمتها والصليب الأحمر المالي وأن توافق على تنفيذها وتبقى هذه الموافقة من جهة والحصول على ضمانات أمنية موثوقة من جهة أخرى أمرين أساسيين لتتمكن من توسيع عمليات توزيع المساعدات الإنسانية على نحو يلبي بشكل كامل الاحتياجات الهائلة للأفراد، وعلى الرغم من الأوضاع غير المستقرة إلا أن اللجنة الدولية تمكنت من إرسال قافلة من العاصمة النيجيرية نيامي محملة بالأدوية والمعدات الطبية التي وزعت على مستشفى غاو لتلبية احتياجات ما بين 300 إلى 500 مريض وحوالي مائة جريح حيث تم تسليم الأدوية إلى مركز الإحالة الصحي لمدينة إنسونغو جنوب غاو دعما لاستئناف أنشطته. أمّا على صعيد المساعدات الموجهة للمدنيين، فتمكنت اللجنة من توزيع حوالي خمسة آلاف لتر من الوقود يوميا لتمكين مرافق إنتاج المياه ومعالجتها في مدينة غاو من العمل وتفادي معاناة السكان من نقص المياه كما أرسلت إلى مدينة كيدال بعثة مكلفة بتقييم الحاجات الأكثر إلحاحا. وتبقي اللّجنة الدولية في الوقت ذاته فرق عمل بأعداد محدودة في كل من غاو وكيدال وتومبوكتو لمواصلة عملها في شمال مالي كما افتتحت لها مكتبا في منطقة موبتي بالإضافة إلى استمرار عملها في عاصمة مالي، باماكو، وتقديمها المساعدات إلى اللاجئين الماليين في كل من بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر.